يقال لكل منا من اسمه نصيب، وكذلك الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، فهو نيف عال في سمو سموه. ولم يكن مفاجئا لكثير من المراقبين والمحللين، وحتى لدى عامة الشعب عندما تمت توليته لولاية العهد، فهو الرجل الذي خبر أمور الحكم والسياسة منذ ريعان شبابه. رجل جمع بين القوة واللين، والأناة وسرعة الحزم، متناقضات قلما تجتمع في إنسان إلا من وهبه الله قدرة فذة على وزن الحوادث والتعامل الفاعل معها. أسندت له حقيبة وزارة الداخلية منذ أعوام خلت وهي من أصعب الوزارات التي يتولاها مسؤول وخصوصا في منطقة مضطربة كمنطقة الشرق الأوسط، رأيناه كيف تعامل مع حادثة الحرم عام 1400ه، ومن ثم أحداث الحج في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي، وبعد ذلك تبعات حرب الخليج الثانية إبان تحرير دولة الكويت الشقيقة، ثم تعامله مع الحدث الأكبر وهو لجم الفئة الضالة الذي نجح في تحقيقه أيما نجاح. نسوق بعض الحوادث التي مرت مع ما تخللها من حوادث أمنية أخرى للدلالة على وزن رجل كالأمير نايف بن عبدالعزيز الذي أجاد في التعامل مع هذه الأحداث ليس من باب التعامل الأمني فقط بل من جوانب عدة سياسية واجتماعية وإنسانية. فلم تؤخذ الأسر بجريرة أبنائها، بل حتى هؤلاء الأبناء المغرر بهم قابلتهم لجان المناصحة التي أمر بتشكيلها، وأودعوا إصلاحيات تعيد تأهيلهم، وجلب من ناحية إنسانية من قبض عليه منهم خارج الوطن في حين رفضت دول عدة استقبال أبنائها ممن على شاكلتهم. ورغم هذه المسؤوليات التي تنوء الجبال بحملها، نجده عندما يقابل وسائل الإعلام مستمعا جيدا لطرحها ومناقشا عالما بأخبارها، يبعث على الطمأنينة في نفوس مواطنيه عند مشاهدته رغم أحلك الظروف. ولذلك وغيره كثير مما لا تجود هذه الأسطر لذكره، كان وجود رجل كشخص الأمير نايف في هذا الوقت بالذات إلى جانب أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عامل استقرار للمملكة في بحر متلاطم سياسيا واقتصاديا في المنطقة. الكل فرح من مواطني هذا البلد بتولية العهد لشخص كالأمير نايف بن عبدالعزيز ونحن معهم فرحون. فدام الوطن ودامت قيادته ورايته الإسلامية الخضراء خفاقة فوق ثرى أطهر بقاع الأرض.