على رغم المسؤوليات الكبيرة التي كانت ملقاة على عاتق الأمير نايف بن عبدالعزيز، إلا أنه حرص دائماً على استقبال المواطنين والاستماع إلى طلباتهم وتلبيتها والتودد إليهم. وضرب عضو لجنة المناصحة وإصلاح ذات البين في إمارة منطقة الرياض الدكتور علي المالكي مثلاً على ذلك بما حدث معه، عندما طلب من الأمير نايف تصريحاً للزواج من فتاة سورية: «سألني: ليه ما أخذت من مصر.. الإمام الشافعي يقول: من لم يتزوج من مصر مات أعزب»، فأجبت الأمير نايف: الشافعي لو نزل حمص وشاف اللي أنا شفته كان ما قال كذا». وتحدث المالكي وفقاً لصحيفة «الحياة» عن مناقب الراحل: «كان دائماً يوصينا في لجنة المناصحة بتقوى الله والتعامل مع السجناء برأفة ورحمة، لأنهم شباب مغرر بهم وضحايا للإرهاب وضعف الوازع الديني والمخدرات». ولفت إلى أن مشروع الإصلاح الذي قام به الأمير نايف هو دليل على إنسانيته، ضارباً مثلاً على ذلك، بأن أي شخص يفكر في محاولة تفجير لاغتيال مسؤول أو القيام بعمل تخريبي في أية دولة يعاقب عقاباً شديداً، إلا أن الفقيد كان يرسل له من يدعوه إلى الله لعله يرجع أو يتوب، وكان يدعم من يعود إلى رشده بالمال والزواج والوظيفة. وأضاف المالكي أن وفاة الأمير نايف فاجعة للوطن، ولكن الذي يعزينا أننا أمة تقرأ القرآن وتحفظ السنة، وتقف أمام هذه المصيبة الجلل موقف الصابرين الراضين بقضاء الله و قدره، على رغم أننا في حزن شديد على فقد الأمير الراحل، الذي يعتبر صمام أمان هذه البلاد والذراع اليمنى لخادم الحرمين الشريفين. وعبّر عضو مجلس الشورى الدكتور مشعل العلي عن بالغ حزنه على فقد الأمير نايف بن عبدالعزيز. وقال: «العالم العربي أجمع افتقد الراحل، لأنه كان حريصاً على ما فيه مصلحة الجميع، والفقيد ربى رجال الأمن على هذا الفكر النيّر، وكان يوصيهم بألا يعاملوا الناس بشكل «بوليسي»، ولكن بمزيج من الأعمال الاجتماعية والإنسانية التي تؤدي إلى تقويم الإنسان على الطريق السليم». وتطرق إلى مواقف لفتت نظره في زياراته للأمير الراحل، مشيراً إلى أن الأمير نايف كان يتكلم بشفافية واضحة، خصوصاً عندما يكون الحديث عن مواضيع المسجونين وحقوق أسرهم وكيفية دعمهم والوقوف معهم، وكانت له وقفات ولمحات إنسانية عالية، وكان يحرص على أن لا يؤخذ البريء بجريرة غيره تطبيقاً للشريعة وتعاليم الدين الإسلامي، وعند النظر إلى وقفات الأمير مع القرآن والسنة وحقوق الإنسان تجدها وقفات المؤمن الغيور على دينه، وهذا ديدن أبناء الملك عبدالعزيز (رحمه الله). وزاد: «من يدخل على الأمير نايف يجده وكأنه يتحدث إليه خصوصاً وهو في الحقيقة يتحدث للجميع، ما يدل على رقي تعامله مع الناس، وعندما يتكلم عن القضايا يقف عند الموضوع ولا ينهي حديثه ولا يتجاوزه إلا بعد أن ينتهي جميع الحاضرين من إبداء آرائهم».