من شاهد أو سمع تصريح نايف هزازي قبل يومين من مباراة جيونبوك الأخيرة يدرك أن هذا النجم «سيجيب العيد» في المباراة وبالفعل حدث ذلك، لأن العقل الباطن متى ما رسخت به بعض الأفكار ستقوده إلى الفعل الخطأ والسلوك غير المرغوب، وهزازي تحدث قبل المباراة بطريقة منفعلة لأكثر من وسيلة إعلامية وأصر على ترديد مقولة «سنفوز بأي طريقة وبأي وسيلة».. وقتها قلت في نفسي إن الاتحاديين ربما عزموا على كسب المباراة أو أن هناك مخططا لإعادة زمن «الانبراشات» و«تفقيع وجوه لاعبي الفريق الكوري» لأن هذه من الأساليب والوسائل والطرق المطروحة للاحتمالات.. أما إذا كان هزازي لا يجيد أساليب التعبير المناسب فعليه أن يتحلى بالهدوء و«يعرف قدر نفسه» لأن الانفعال والحماس الزائد سيكشف الكثير من الأخطاء ويصبح اللاعب في نظر الجميع ظاهرة صوتية أو بالمعني الشعبي «مهايطيا». المشكلة المتأصلة في لاعبينا هي بعض حالات الثقة المفرطة التي لا ينفع معها كبح جماح ولا أي شيء آخر.. فاللاعب الذي لا يتحقق له ما يريد يميل لإثارة الفوضى داخل الملعب ويحدث الكثير من البلبلة.. لأنه يعلم أن هناك من يخرج ويبرر ويؤكد أن ذلك حدث بفعل الحماس الزائد والثقة.. هذه الثقافة يجب أن تنتهي.. وتذهب من عقول البعض بلا رجعة.. وأول ما يجب عليه أن يعي ذلك هم رؤساء الأندية والإداريون الذين يجدون متعة في ترديد مثل هذه التبريرات بعد كل مشكلة يخلقها أحد اللاعبين في المشاركات المهمة.. فهؤلاء اللاعبون لا يستحقون الدلال والدفاع عنهم.. لأن فهمهم للمسؤولية ناقص.. ويحتاجون إلى فهم جديد لماهية التنافس الرياضي والحماس الكروي المطلوب داخل الملعب.. أما الثقة فيجب أن تتجلى عند مواجهة المدافعين والخصوم وليس أمام المايكات والفلاشات.. لأن ذلك مفهوم أعرج يجب أن نعمل على التخلص منه بطريقة إعلامية تنتشل أبناءنا ولاعبينا غير المثقفين من مغبة السقوط أمام العالم. وإلا فإن مثل هؤلاء اللاعبين يحتاجون إلى إداري بحجم «طارق كيال»، وبشكل أقرب لأسلوب محبب لنفس المشرف على الفريق الاتحادي «جمال فرحان».. وقتها ستنتهي ظاهرة «اللاعبون المهايطية» في ملاعبنا.