قال خبراء إن الطائرات دون طيار ستشق طريقها مثلما شقت البندقية «إيه كيه- 47» أو «كلاشينكوف» ، طريقها لكل جيوش العالم ومناطق الأحراش في سائر أنحاء العالم التي تنشط فيها الميليشيات المسلحة، ذلك أنه مع نمو صناعة الطائرات دون طيار وتوافر التكنولوجيا، سترغب عدد من الدول في الحصول على طائرة تمكنها من مراقبة ميادين القتال أو حتى قصفها من السماء بتكلفة ضئيلة للغاية مقارنة بالمقاتلات التقليدية أو طائرات المراقبة. وبحسب دراسة أعدتها «تيل جروب» المتخصصة في تحليل صناعة الطائرات، فإن هذه الطائرات دون طيار تمثل القطاع الأكثر نموا في عالم صناعة الطائرات. وقدرت دراسة حول مستقبل السوق أجريت هذا العام وأعدتها «تيل جروب» أن حجم الإنفاق العالمي على الطائرات دون طيار سوف يتضاعف تقريبا خلال العقد المقبل. ليبلغ 11.3 مليار دولار مقارنة ب 5.9 مليار وهو حجم الإنفاق السنوي الحالي. وسيبلغ نصيب أمريكا 69 % من حجم المشتريات العالمية، تليها دول منطقة آسيا والمحيط الهادي بعدها تأتي أوروبا. وقال نائب رئيس شركة ستراتفور للاستشارات الأمنية والإستراتيجية سكوت ستيوارت إن الجميع سيدخلون هذا السوق بحثا عن طائرات مراقبة واستطلاع دون طيار، غير أن عددا من الدول لن تفكر بادئ الأمر في شراء طائرات دون طيار مزودة بأسلحة، ذلك أن هذا الطراز الأخير يتطلب هيكلا كاملا للقيادة والسيطرة تكلفته أعلى بكثير ويشمل خطوط اتصال آمنة وشبكات أقمار صناعية. لكن هناك خيارات متنوعة متوافرة للدول المهتمة بشكل أساسي بطائرات الاستطلاع الميداني مثل «كيويت»، وهي طائرة صغيرة دون طيار بجناحين ثابتين تزن أقل من أربعة كيلوجرامات وتنقل في حقيبة صغيرة، وتنتجها شركة أدفانسد تكنولوجيز التي تتخذ من جنوب إفريقيا مقرا لها، ويمكن التحكم فيها بواسطة وحدة سيطرة أرضية من خلال حاسب شخصي، ولا تحتاج عملية الإطلاق والطيران والهبوط لطيار بحسب الموقع الإلكتروني للشركة. الشركة تصنع أيضا الطراز «فلتشر» وهي طائرة صغيرة دون طيار بجناحين ثابتين تستخدمها قوة الدفاع في جنوب إفريقيا منذ ثلاثة أعوام حسبما ذكر موقع الشركة أيضا. وتنتج شركة «إي إم تي» ومقرها ألمانيا طرازا آخر هو «ألادين» وهي طائرة دون طيار تطلق بواسطة اليد وتستخدمها القوات الألمانية في أفغانستان حسبما ذكر موقع الشركة الإلكتروني. وقال الخبراء إن كلفة تكنولوجيا الاستطلاع والمراقبة بطائرات دون طيار انخفضت كثيرا، بعد أن أصبح بإمكان الحكومات أن تشتري بشكل مباشر من الشركات المصنعة بدلا من ضرورة امتلاك برامجها الخاصة. وكان الجيش الأمريكي وقع أخيرا عقدا مع شركة آيروفيرونمنت لتزويده في أقرب وقت ممكن بعدد غير محدد من طائرة صغيرة محمولة بلا طيار صامتة وقادرة على تدمير هدف بالاصطدام به وتفجير شحنة تحملها. وتبلغ زنة هذه الطائرة ما لا يقل عن كيلوجرامين ويمكن حملها في حقيبة الجندي. ولدى إطلاقها تخرج من أنبوب وتفرد جناحيها. وهي تحلق بواسطة محرك إلكتروني وتبث صور فيديو من آلة التصوير المدمجة فيها وتتيح التصويب بدقة على هدف محدد، كما قالت الشركة في بيان لها. ولدى رؤية الهدف على الصور التي ترسلها الطائرة مباشرة، يستطيع مشغل الطائرة التأكد من أنه الهدف المطلوب وبالتالي تفادي وقوع ضحايا جانبية، كما قالت الشركة وسلاح البر. عندئذ تنقض الطائرة على الهدف وتصدمه، مفجرة شحنتها .