استبعد وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف وجود أعباء مالية محددة على المملكة نتيجة لمشاركتها في مجموعة العشرين، وقال «المملكة تلعب دورها الحيوي في الاقتصاد العالمي منذ أعوام طويلة، وأوفت بكل ما ذكرت أنها ستقوم به، سواء في الاستثمار المحلي وتأثيره على الاقتصاد الدولي، أو في دعم صندوق النقد الدولي، أو في اتباع السياسات الصحيحة التي تدعم النمو. وقال العساف خلال مشاركته في مؤتمر «الاقتصاد السعودي.. النمو والاستقرار»، بالعاصمة البريطانية لندن قبل توجهه إلى باريس للمشاركة في اجتماعات وزراء مالية قمة العشرين التي انطلقت، مساء أمس، إن المملكة تنفق وقت الشدة، وتقتصد وقت الرخاء، وهذا ما جعل اقتصادها بعيدا عن التأثيرات السلبية التي يشهدها العالم منذ أواخر 2008، واعتبر الاقتصاد السعودي الأكثر إغراء للتجارة والاستثمار، حيث لا تجد مكانا مغريا في العالم في الوقت الحالي. وعن مشاركته في اجتماعات وزراء مالية مجموعة العشرين في باريس، قال العساف: إن أجندة المملكة مع الدول الأخرى تتمثل في إعادة النمو للدول التي انخفضت فيها معدلات النمو نتيجة الأزمة المالية، ورسم سياسات مالية ونقدية تمنع حدوث مثل هذه الأزمة، وتحقيق الإصلاح المالي في النظام العالمي، كما سيتطرق الاجتماع إلى قضية التنمية الاقتصادية. وبشأن المشاريع الجديدة في المملكة، خصوصا في قطاع التعدين واستخراج الفوسفات والبوكسايد، قال وزير المالية إن هذه المشاريع تتطلب وجود شريك ورساميل بمليارات الدولارات، وهي فرصة مغرية للاستثمار الأجنبي للقدوم إلى المملكة حاليا. وأكد أن المملكة تلعب دورا حاسما في استقرار أسواق النفط كون المملكة تنتهج سياسة نفطية متوازنة تهدف إلى تعزيز مصالح المنتجين والمستهلكين معا ودعم حركة النمو في الاقتصاد العالمي، مذكرا أن المملكة تقوم بدور صمام الأمان في إمدادات النفط للاقتصاديات الدولية ومتطرقا إلى دورها البناء عندما رفعت الإنتاج في الشهور القليلة الماضية، حينما صعدت أسعار النفط إلى أرقام قياسية. وأشار إلى أنه نتيجة لهذه الروابط هناك نحو 25 ألف مبتعث سعودي يدرسون في الجامعات البريطانية، كما أن هناك نحو 150 ألف بريطاني يعيشون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وكثير منهم يعيش في المملكة، مؤكدا أن بريطانيا تضم أكثر من مليوني مسلم بريطاني، بل إنها كانت أول دولة غير إسلامية تنظم بعثة رسمية لنحو 20 ألف من الحجاج البريطانيين في عام 1999. من جهة أخرى قال وزير الخزانة البريطاني داني الكساندر، إن عاصمة بلاده هي المقدم الأكبر لخدمات الصيرفة الإسلامية، وهو ما يفتح لها بابا واسعا للتعاون وتبادل الاستثمارات مع العالمين الإسلامي والعربي، مؤكدا أن مستثمري بلاده يطمعون حاليا للدخول في قطاعات التأمين التي ما زالت في بداياتها، ويتوقع أن يشهد هذا النشاط نموا كبيرا خلال الأعوام القليلة المقبلة .