لم تقف رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم مكتوفة الأيدي وهي تنظر لتصريحات المدير الإداري لنادي ليفربول إيان آيري الذي هدد بالانسحاب من اتفاقية بيع حقوق البطولة في صفقة مجمعة، ومطالبته تعديل ذلك القرار بشكل جذري، بحيث يكون لدى النادي قدرة التصرف بحقوق بث مبارياته خارج إنجلترا بشكل فردي وبالسعر الذي يراه مناسبا. وألمحت رابطة الدوري في بيان لها أمس إلى استحالة رضوخها لمطالب الأندية إذا لم تكن تخدم فرق الدوري الإنجليزي كاملة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها ستتصدى لأي انقسامات من الممكن أن تحدث في هذا الجانب بكل الطرق الممكنة. وأضافت الرابطة في بيان مختصر أن أي تصرف من ليفربول في هذا الوقت لن يكون له فائدة ولن يغير من الأمر شيئا، وأن نظام بيع الحقوق وتوزيع الأموال على الأندية سيستمر على حاله إلى 2013 على أقل تقدير، حتى وإن لم يعجب مسؤولو ليفربول بذلك. وتعتمد رابطة الدوري الإنجليزي على توزيع حقوق نقل مبارياتها بشكل متساو بين الفرق ال20، وتعطي امتيازات مالية أخرى للفرق بحسب مراكزها في جدول الترتيب دون النظر إلى شعبية النادي أو تاريخه؛ وذلك لضمان التعامل مع جميع الأندية بطريقة عادلة دون وجود أي تمييز فيما بينها. ورغم بيان رابطة الدوري، إلا أن طريقة بيع الحقوق بالإمكان تغييرها ويتطلب الأمر تصويت 14 من بين أندية الدوري الإنجليزي الممتاز ال20 على تغيير الصفقة القائمة حاليا من أجل الموافقة على أي عرض رسمي. ومن غير المرجح أن يوافق 14 ناد على الأمر؛ لكون المستفيد الأكبر من طريقة بيع الحقوق بشكل فردي هي الفرق الجماهيرية الكبرى مثل ليفربول ومانشستر يونايتد وآرسنال وتشلسي، ولكن الفرق الأخرى ستجد صعوبة بالغة في تسويق حقوق مبارياتها على بلدان أخرى لقلة شعبيتها، ما يعني تكبدها لخسائر طائلة، خصوصا وأن أندية الدوري الإسباني تعاني كثيرا بسبب عدم بيع الحقوق بشكل جماعي، ما أدى إلى انحصار المنافسة على اللقب بين ناديي ريال مدريد وبرشلونة؛ نظرا إلى حجم الأموال التي يتحصلون عليها بسبب بيعهما لحقوق بث مبارياتهما بشكل فردي، على عكس باقي الأندية الغير جماهيرية التي لا تستفيد من تلك الطريقة إطلاقا. وكان للمدير الإداري في ليفربول وجهة نظر في هذا الجانب: «عندما تكون، على سبيل المثال، مشجعا لبولتون في إنجلترا فإنك تشترك لدى شبكة سكاي لمشاهدة فريق بولتون». وأوضح أن «هذا ما يحدث مع الجميع، فإذا كنت مشجعا لليفربول في ليفربول فإنك ستشترك لدى سكاي بالطريقة نفسها. ولكنك عندما تكون في كوالالمبور فلن يشترك أحد لدى القنوات الناقلة هناك لمشاهدة بولتون، وإن حدث فسيكون العدد محدودا». وشدد آيري على وجهة نظره، مؤكدا أن «الغالبية العظمى من الجماهير تشترك لدى هذه الشركات؛ لأنها تريد مشاهدة مباريات ليفربول ومانشستر يونايتد وتشلسي وآرسنال». وتساءل آيري: «هل من الصحيح أن يتم توزيع عوائد حقوق النقل الدولي للمباريات بالتساوي على جميع الأندية؟». وأضاف: «سيقول بعض الناس: يجب أن تشارك جميع الأندية في هذه المباريات حتى تكون لديك بطولة. ولكن ألا يتعلق الأمر بمصدر هذا الدخل في المقام الأول، وهي الشبكة التليفزيونية التي تنقل المباراة. وألا يتعلق الأمر بمن هم الأشخاص الذين يشاهدون هذه القناة؟». تجدر الإشارة إلى أن رابطة الدوري الإنجليزي بدأت العمل على طريقة توزيع حقوق النقل الحالية منذ 1992 أي في نفس الموسم الذي تغير فيه مسمى البطولة إلى «بريمير ليج». وبلغت قيمة آخر صفقة بيع لحقوق الدوري خمسة مليارات دولار، ولمدة ثلاثة أعوام فقط بدأت العام الماضي وتستمر حتى 2013، حيث قامت شبكتي «سكاي وإي إس بي إن» بدفع المبلغ بالمناصفة فيما بينهما، وهما أيضا الشبكتان اللتان تبيعان حقوق البث للقنوات التليفزيونية خارج بريطانيا .