في الوقت الذي تعيش فيه كرة القدم نقلة تاريخية واهتماما واسع النطاق عبر الوسائل العصرية وسط اهتمام كبير من الجميع لا تزال وسائل الاتصال في المركز الإعلامي بملعب الملك فهد الدولي تعتمد على الأسلوب التقليدي القديم من خلال الاعتماد على الفاكس في وقت أصبحت فيه المعلومة تصل بأقصر الطرق ما يتسبب في تعطيل عمل الكثير من الإعلاميين الذين يحضرون لتغطية المواجهات داخل الملعب. «شمس» بدورها تواجدت في المركز الإعلامي بملعب الملك فهد والتقطت بعض الصور للفاكسات التي يستخدمها عدد من الإعلاميين، بعيدا عن الوسائل العصرية من إنترنت وغيرها في ظل عدم وجود أجهزة كمبيوتر والتقت عددا من الإعلاميين الذين أبدوا تذمرهم من الوضع وأكدوا الحاجة الماسة إلى عمل نقلة تتواكب مع النقلة الرياضية ومع اسم المنشأة التي تعد أحد أهم المعالم الرياضية. في البداية كان الحديث من محمد الغامدي مدير تحرير صحيفة عكاظ الذي أكد أن حال ملعب الملك فهد لا يختلف عن غيره من الملاعب: «في اعتقادي أن حال ملعب الملك فهد لا يختلف عن غيره من الملاعب في نقص الخدمات، وهو أمر مخجل أن نرى ذلك في الوقت الذي كنا نتوقع فيه أنه الأكثر جاهزية وتنظيما وهو أمر لا يمكن قبوله، لكنه في الواقع انعكاس لما تشهده البنية التحتية لرياضتنا ومرافقها من تأخر واضح». وأضاف: «كنت أتوقع أن تبادر هيئة المحترفين وهي تملك مداخيل جيدة في إعداد وتجهيز مراكز إعلامية على مستوى أكثر مما هو على أرض الواقع وتضع ضمن سلم أولوياتها توفيرها على نحو متقدم كما هو في الدول المجاورة ولكن للأسف يبدو أن الاهتمام بالإعلاميين وبالمراكز لا يزال دون المأمول، ولا أعلم هل تريد الهيئه أن يمارس الاتحاد الآسيوي المطالب والضغوط حتى يقدم عملا إيجابيا لتلك المراكز كما فعل في أمور سابقة، حيث شهدنا تطورها بفضل مطالب الاتحاد الآسيوي وليس هيئة المحترفين!». مركز متكامل ويوافق علي المرشود الصحفي في صحيفة الحياة الغامدي في الرأي حيث يقول: «في الحقيقة إنه أمر مخجل أن يفتقد أكبر ملعب رياضي في المملكة مركزا إعلاميا متكاملا، فكما هو معروف أن الإعلام شريك أساسي للارتقاء بأي عمل وأي مؤسسة وهذا الأمر لمسناه من توجه هيئة دوري المحترفين التي ساهمت في وضع الكثير من التنظيمات التي عادت بالفائدة على العمل الإعلامي الرياضي ولكنهم وللأسف لم يلتفتوا حتى الآن لملعب الملك فهد الدولي الذي تقام على أرضه أكثر المباريات الجماهيرية، بالإضافة إلى لقاءات المنتخب السعودي والفرق التي تشارك خارجيا ولا أظن أن الوضع الراهن يرضي أحدا. فالأماكن المخصصة للإعلاميين في المدرجات غير مزودة بالإنترنت ولا يوجد أيضا أجهزة كمبيوتر تساعد الصحفيين في إرسال المواد، بل يجب على كل صحفي أن يجلب معه جهازا خاصا لهذا الغرض، وحتى إن قام بذلك فسيواجه عقبة أخرى متمثلة في ضعف الإنترنت في القاعة المخصصة للمؤتمرات الصحفية». واختتم المرشود حديثه بقوله «نأمل ونرجو من المسؤولين الالتفات إلى هذا الأمر المهم وإقامة مركز إعلامي يليق بملعب الملك فهد الدولي أسوة بالمركز الذي دشن الموسم الماضي في ملعب الأمير فيصل بن فهد». تطور التقنية وأبدى بدر العصيمي المحرر الصحفي في صحيفة الرياض استغرابه من عدم وجود مركز إعلامي مجهز بكامل التجهيزات وقال «في البداية أقدر الجهود التي يبذلها ويقدمها مدير الملعب سلمان النمشان لكن ملعبا بحجم ملعب الملك فهد لا يوجد به مركز إعلامي محل استغراب جميع الإعلاميين فقد اقتصر الملعب على وجود فاكس فقط وهو أمر غير مجد بالنسبة إلى المحررين في ظل تطور التقنية وأهمية الوقت بالنسبة إلى الصحف؛ إذ من المفترض توفير أجهزة حاسب آلي في مركز خاص بالإعلاميين بدلا من البحث عن إشارة وايرلس عبر الأجهزة الشخصية التي يصعب حملها والتجول بها أثناء البحث عن مادة إعلامية؛ لذلك وجود مركز إعلامي متطور ضرورة لا بد منها لتسهيل مهمة الإعلاميين وإرسال موادهم بكل يسر وسهولة». واجهة مشرفة ووصف عبدالعزيز العمران محرر صحيفة الجزيرة ملعب الملك فهد بالواجهة المشرفة «لا شك أن ملعب الملك فهد الدولي بالرياض يعتبر واجهة رياضية مشرفة للمملكة وللرياضة العربية أيضا، وعلى الرغم من إنشائه في عام 1408ه إلا أنه أخذ في الحسبان أثناء تصميمه أدق التفاصيل التي تجمع بين اكتمال العناصر المطلوبة لأداء الغرض الذي أنشئ من أجله وجمال المنشأة. وكلمة حق أيضا في حق مدير الملعب سلمان النمشان الذي يبذل جهودا خرافية إلى جانب العاملين بالملعب في إظهار المناسبات من حيث التجهيز بأفضل ما يمكن أن يكون وقد نجحوا في ذلك كثيرا. إلا أن المركز الإعلامي من وجهة نظري يعتبر أقل المرافق من حيث اكتمال التجهيزات داخل الملعب. حيث لم يواكب التطور الحاصل في جميع المراكز الإعلامية بالأندية والملاعب التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب من حيث التجهيز والإعداد لاستقبال الصحفيين والإعلاميين الذين يحضرون لتغطية الأحداث الرياضية. فما أشاهده من بعض الزملاء الإعلاميين بملعب الملك فهد في كثير من المباريات هو اعتمادهم أثناء إرسال موادهم الإعلامية إلى صحفهم على أجهزتهم الحاسوبية الشخصية والبعض الآخر يضطر إلى اللجوء إلى استخدام الفاكس الذي أعتقد أنه لم يعد يفي بالغرض المطلوب، حيث أكثر المواد المراد إرسالها للصحف تكون مرتبطة بإرفاق الصور وهو ما يتطلب توفر أجهزة الحاسب الآلي وتوفر الاتصال اللاسلكي الذي هو الآخر يغط في سبات عميق في كثير من المناسبات الرياضية». الهروب للمنزل ويرى معاذ الجندل الصحفي في صحيفة الشرق الأوسط أن مغادرة الملعب إلى المنزل الحل الأسلم للحاق بإرسال تغطيته الإعلامية لصحيفته «حقيقة أريد الحديث بشكل عام فلقد أصبحت من الإعلاميين الذين لا يستخدمون المراكز الإعلامية، وأصبحت أحاول الخروج بسرعة من الملعب للوصول إلى البيت أو إلى أي مركز إنترنت للبحث وإرسال الأخبار، وفي حالة ما إذا لم يكن هناك وقت كاف أحاول التنسيق مع الإخوان في المكتب الرئيسي للصحيفة وإرسال الخبر هاتفيا وهو ما لا يظهر أي عمل احترافي». وأضاف «نحن بوصفنا إعلاميين لا نريد أن نتحدث كثيرا ونضغط على الإدارات ولكن يجب أن يكون هناك عدم مركزية، ولدي سؤال هنا: من المسؤول عن سوء ورجعية المركز الإعلامي مثلا في ملعب الملك فهد الدولي، الاتحاد السعودي لكرة القدم أم الرئاسة العامة لرعاية الشباب أم إدارة ملعب الملك فهد الدولي أم هيئة دوري المحترفين؟ ولو سألت المسؤولين لرمى كل واحد المسؤولية على الآخر. ولماذا لا يتم خصخصة المركز بإدخال شريك استراتيجي إذا كانت الميزانية المالية لا تسمح وسيغطي الشريك الاستراتيجي كامل الملعب بخدمة واي فاي لو أرادوا ولكن لا يوجد هناك مرجعية أو مسؤولية لجهة معينة. عصر الإنترنت ويجدد حمد الشغرود الصحفي في صحيفة الرياضية مطالباته بقوله «إن هذه ليست المرة الأولى وأتمنى أن تكون الأخيرة التي نوجه فيها صوتنا إلى من يعنيه أمر المركز الإعلامي بملعب الملك فهد، فمن غير المعقول أن يقتصر اسم المركز على مجموعة من أجهزة الفاكس في السنترال الرئيسي أو شاشة تليفزيون، إنه عصر الإعلام وعصر الإنترنت والتكنولوجيا فلا بد من وقفة عند هذا الأمر. وفي الحقيقة لن أنسى أن أشيد بالتطور الملحوظ في المركز الإعلامي بملعب الأمير فيصل بن فهد وأرجو أن تتخذ نفس الخطوات في ملعب الملك فهد». «الرئاسة» ترفض التعليق هذا وتوجهت «شمس» لبعض المسؤولين عن الإعلام الرياضي في الجهات الرسمية حيث التقت مدير إدارة الإعلام والنشر بالرئاسة العامة لرعاية الشباب خالد الحسين وطرحت عليه تساؤل الزملاء الإعلاميين ورفض الحسين التعليق على الأمر كونه ليس من صلاحياته «في الحقيقة إن كل ما يتعلق بملعب الملك فهد ستجدون إجابته لدى مدير الملعب المهندس سلمان النمشان وبإذن الله سيكون المقبل أفضل في الرياضة السعودية على جميع النواحي». وعد «الإعلام والإحصاء» كشف نائب رئيس لجنة الإعلام والإحصاء بالاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد المصيبيح من جانبه عن اجتماع اللجنة بمدير ملعب الملك فهد الدولي سلمان النمشان قبل أيام من أجل حل هذا الموضوع الذي اعتبره أمرا ضروريا لتسهيل مهمة الإعلاميين وأكد أن النمشان وعدهم بتوفير احتياجات المركز الإعلامي في الملعب خلال أسبوعين «أعتقد أن المركز الإعلامي بملعب الملك فهد الدولي بحاجة إلى توفير بعض الاحتياجات كي يواكب التطور الذي تعيشه الكرة السعودية في هذه الفترة وسبق أن عقدنا اجتماعا بمدير الملعب ووعدنا بحل الموضوع خلال أسبوعين ليكون المركز الإعلامي في أتم جاهزية لخدمة رجال الإعلام بدءا من لقاءات الجولة السادسة من منافسات دوري زين». وعن أسباب تأخير تجهيز المركز على الرغم من الترتيبات في ملاعب المملكة الأخرى التي جاءت قبل انطلاقة الموسم قال المصيبيح «هذا الأمر خارج عن إرادتنا ورغبة هيئة دوري المحترفين وليس لإدارة ملعب الملك فهد أي شأن بذلك كونها ترتبط في عملها بميزانية مخصصة من قبل رعاية الشباب وأعتقد أن هذا هو سبب التأخير». وأضاف المصيبيح «لجنة الإعلام والإحصاء تقوم بعملها وهيئة دوري المحترفين تدعم بما تستطيع إلا أن الدعم الرئيس يأتي من رعاية الشباب وإدارات الملاعب تجد إشكالية كبيرة في عملها في ظل عدم توافر الدعم كما هو حاصل الآن». من جانب آخر أكد مدير ملعب الملك فهد الدولي المهندس سلمان النمشان على أن المركز الإعلامي بالملعب يحتوي على ثمانية أجهزة كمبيوتر، بالإضافة إلى عدد من الفاكسات وآلات التصوير «كل ما ذكره إخواني الإعلاميون بخصوص المركز الإعلامي غير صحيح فكل الخدمات متوفرة في الدور الأول ولكنهم لا يريدون الصعود وهناك عدد ثمانية أجهزة كمبيوتر وفاكسات ولا أعلم ماذا يريدون أيضا!؟». النمشان يعترف واعترف النمشان بضعف شبكة الإنترنت موضحا أنه لا يزال يعقد اجتماعات متواصلة بمسؤولي شركات الاتصالات من أجل حل المشكلة «هناك ضعف في الوايرلس وأنا أبحث مع الشركات المزودة للخدمة لحل هذا الموضوع سريعا إضافة إلى ذلك فنحن نقدم للإعلاميين بطاقات إنترنت مجانية للمساهمة في تسريع عملهم» .