أعلن اجتماع المعارضة السورية في مدينة إسطنبول التركية رسميا أمس، تأسيس «المجلس الوطني السوري»، ليكون إطارا موحدا لأطياف المعارضة والحراك الثوري السوري، وممثلا لها في الداخل والخارج. وفي بيان التأسيس الذي تلاه الناشط والكاتب السوري المعارض برهان غليون، تم إعلان تشكيل المجلس ليكون إطارا موحدا للمعارضة وللثورة السلمية ويمثلها في الداخل والخارج، ويعمل على «تعبئة جميع فئات الشعب السوري لإسقاط النظام بأركانه ورموزه وبناء نظام ديمقراطي تعددي»، وتوقع المجلس توالي الاعتراف به «من جانب الدول الصديقة». وينص البيان التأسيسي للمجلس، على أنه هيئة مستقلة ذات سيادة تجسد استقلال قرار المعارضة السورية وسيادة الشعب السوري. وقال غليون إنه على يقين من أن المجلس سينال دعم المجتمع الدولي، في الوقت الذي أشارت فيه العديد من الدول إلى عزمها الاعتراف به، مضيفا أن أعضاء المجلس بوسعهم توقع جدول أعمال زاخر بالاجتماعات مع هذه الدول. وتعهد المجلس بالعمل مع جميع الدول وفق مبدأ الاحترام المتبادل، وأكد رفضه أي تدخل خارجي يمس بالسيادة الوطنية، وطالب المجلس المنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب السوري. وقع على البيان التأسيسي للمجلس عدد من الجهات، منها قوى إعلان دمشق للتغير الوطني، والإخوان المسلمين في سورية، ولجان التنسيق المحلية، والمجلس الأعلى لقيادة الثورة، والهيئة العامة للثورة السورية، إضافة إلى عدد من الشخصيات الوطنية المستقلة. وكان المجلس قد أعلن عنه للمرة الأولى في إسطنبول، في أواخر أغسطس الماضي. ويأتي تأسيس المجلس، في الوقت الذي تتواصل فيه الحملات القمعية التي تشنها الحكومة السورية ضد المتظاهرين، حيث قال ناشطون أمس إن قوات الأمن السورية انتشرت بكثافة في محافظة إدلب شمالي البلاد. واندلعت اليوم مظاهرات طلابية في عدة مناطق بمحافظة إدلب، وقال ناشطون إنه تم أمس تسليم جثتي شخصين إلى ذويهما في إدلب، بعد أيام من اعتقالهما بمنطقة خان شيخون بالمحافظة، وبدا على الجثتين آثار التعذيب. من ناحية أخرى، ذكر ناشطون على الإنترنت أن نحو 50 مركبة عسكرية انتشرت من مدينة الرستن وسط سورية إلى بلدة الحولة، وتردد أن الرستن صارت نقطة تجمع للجنود السوريين الذين يرفضون تنفيذ أوامر إطلاق النار على المتظاهرين المنادين بالديمقراطية. وأفاد ناشطون من المعارضة السورية بأن المدينة الواقعة في محافظة حمص المضطربة وسط البلاد تتعرض لقصف كثيف منذ ما يقرب من أسبوع، وذكرت تقارير غير مؤكدة أن ما لا يقل عن 100 شخص قتلوا وجرح أكثر من 250 خلال خمسة أيام من القتال في الرستن.