إثر الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين، أمس، في مجلس الشورى، وأعلن من خلالها عن قرارات جديدة في اتجاه إعطاء المرأة دورها الكامل في مسيرة العمل التنموي المحلي ومنح رأيها وصوتها قيمته المعتبرة في المجالس الاستشارية الوطنية، علق عدد من الوزراء والمسؤولين ورؤساء الهيئات الحكومية على مضامين خطاب الملك، مشيدين بهذه الخطوة ذات الأهمية البالغة على المسار الاجتماعي والسياسي. خوجة: مفاجأة جميلة وقال الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وزير الثقافة والإعلام، إن الملك عبدالله قد اعتاد في كل مناسبة على مفاجأة شعبه بما فيه الخير للشعب والوطن، وأضاف «هذه القرارات العظيمة الجميلة التي أصدرها الملك، خاصة تلك المتعلقة بمشاركة المرأة هي دلالة على الوعي التام بضرورة تكاتف المجتمع ما بين جميع أجناسه، فالآن المرأة أصبحت على قدر من التعليم والنضج الكبير ومن المعرفة الكبيرة بما يمكنها من مشاركة شقيقها الرجل في بناء هذا المجتمع وبناء الوطن بكل ما تستطيع من إمكانيات، سواء بمجلس الشورى أو المجالس البلدية». وقال الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم إن خادم الحرمين الشريفين دائما ما ينظر للفرد من الشعب مواطنا أولا، سواء كان رجلا أو امرأة، وأكد أن المرأة بعد هذه القرارات ستكون «ذات دور كبير» في خدمة دينها ووطنها. منصور بن متعب: نتطلع للمزيد وأوضح الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية أن كلمة خادم الحرمين الشريفين جاءت شاملة ومتضمنة عطاء جديدا للوطن والمواطن فيما يخدم الصالح العام ضمن الضوابط الشرعية. وأضاف: «الجميع يتطلعون في كل سنة إلى هذا الاجتماع المبارك، لأنه من خلال متابعتنا لما أنجز من وعود قدمت ونفذت من خلال الدورات المتعددة للاجتماع السنوي في مجلس الشورى، فنحن نتطلع الآن للمزيد ما يحقق الصالح ويخدم المواطن». وقال الأمير إن الوزارة، وفيما يتعلق بالمجالس البلدية، ستنفذ قرار خادم الحرمين مع رجاء التوفيق من الله. العيسى: الملك عبدالله يكتب التاريخ من جانب آخر أعرب الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى وزير العدل عن يقينه بأن الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين ستسجل تاريخا وترسم مستقبلا يتطلع إليه الجميع «وفق ضوابط الشريعة الإسلامية وهوية الدولة وخصوصيتها الشرعية». وأوضح العيسى أن وجود المرأة سيشكل إضافة مهمة في نظام مجلس الشورى. وأضاف «خادم الحرمين الشريفين أراد أن يعطي المجلس بعدا مهما ومشاركة من جميع المواطنين، وأكد قراره أنه لا يرضى بتهميش دور المرأة، وهو دور مهم وحاضر من عهد النبوة لكن الأهم أن يكون في إطار شرعي وألا يتم تجاوز الضوابط الشرعية تماما كما أوضح خادم الحرمين في كلمته». الربيعة: في القرار رسائل للجميع وعلق الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة بقوله إن «كلمة خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى كلمة تاريخية، فالمرأة ذات مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي وتاريخ المملكة والملك عبدالله بن عبدالعزيز أعطى المرأة اليوم مكانة مستمدة من تعاليم الدين الإسلامي. ومشاركتها في مجلس الشورى وإعطاؤه الحق في الانتخاب والترشح للانتخابات البلدية سينعكس إيجابا على مشاركتها في البناء الشامل للمملكة الذي ينشده الجميع»، وأضاف «خطاب خادم الحرمين الشريفين شمل الجميع وأعطى رسائل متعددة للكل وهذا هو ديدنه الذي يسير عليه في بحثه عن رفعة ورقي الوطن والمواطن». آل الشيخ: الأمر عرض على هيئة كبار العلماء وأدلى صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتصريح إثر الكلمة جاء فيه «إن خطاب اليوم مصدر عزة وفخر لكل مواطن سعودي والملك خاطب فيه الجميع رجالا ونساء، وشمل خطابه قرارات مهمة تتعلق بدور المرأة التنموي والاستشاري في الدولة واختيارها عضوا في مجلس الشورى وهذا من حق ولي الأمر في أن يسير من يريد ويختار من يريد وهذا أمر موافق لأصول الشريعة». وأضاف آل الشيخ «عرض الأمر على أعضاء في هيئة كبار العلماء ومن خارج الهيئة وهذا يعطينا بعدا حضاريا في ظل الأزمة والهجمة التي تواجه الدولة ونحن نرى الدولة الآن تقر ما فيه مصلحة في المكان والزمان المناسب للظروف الحالية». العثيمين: الملك يؤسس لمراحل مستقبلية ومن جهة أخرى، قال الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية إن خطاب خادم الحرمين الشريفين في كل عام خلال افتتاحه أعمال مجلس الشورى يؤسس لمرحلة من المراحل المقبلة. وأضاف «في هذا اليوم كان الحديث عن الأمور المتعلقة بالمواطنين وكان أبرزها القرارات التي أصدرها بخصوص مشاركة المرأة عضوا في مجلس الشورى ومجالس البلدية وذلك وفق الضوابط الشرعية والإسلامية»، مؤكدا أن هناك بعدا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا سيؤدي إلى مملكة قوية تخطو خطوات ثابتة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني. السدحان: هدية قيمة من رجل عظيم وقال عبدالرحمن السدحان الأمين العام لمجلس الوزراء إن قرار إكساب المرأة عضوية مجلس الشورى ابتداء من الدورة المقبلة يعتبر هدية قيمة من رجل عظيم يدرك ما لهذه المرأة في ماضيها وحاضرها من قيمة في خدمة هذا الوطن وفي خدمة الأسرة. وأضاف السدحان «أعتقد أن كل مواطن يعتبر اليوم ذكرى جميلة تضاف إلى ذكرياتنا الوطنية الرائعة والحمد لله على كل ما تحقق ونرجو أن تكون تجربة المرأة المقبلة مع شقيقها الرجل في الدورة المقبلة لمجلس الشورى طيبة صائبة وقيمة ومبدعة مثل ما أنها أظهرت إبداعها في أشياء كثيرة جدا». العيبان: القرارات ليست نابعة عن تأثير خارجي وعلق الدكتور بندر العيبان رئيس هيئة حقوق الإنسان بقوله إن خادم الحرمين يسير على سياسة حكيمة ويتخذ قرارات تاريخية في إطار ثوابت البلاد وإعطاء المرأة السعودية الحق في العضوية والترشح والانتخاب وتأتي هذه القرارات نقلة نوعية وسمة من سمات التطوير المدروس. وأضاف «إن هذه القرارات ليست نابعة من تأثير خارجي لكنها رؤية ثاقبة من خادم الحرمين الشريفين خاصة أن المرأة أصبحت مؤهلة عمليا وعلميا للقيام بجميع الأدوار» .