وسط مجموعات الشباب والمراهقين المحتفلين ب «اليوم الوطني»، في مختلف المدن والمحافظات، لا بد من وجود قلة من «النشاز»، ممن يعشقون إفساد الفرحة والمناسبة، بأشكال لا تعد ولا تحصى من فنون الفوضى. ففي الطائف مثلا، أصر بعض المراهقين على تعطيل الحركة المرورية في عدد من الشوارع، بإيقاف مركباتهم في منتصفها؛ ليتفرغوا للرقص على إيقاع أغانٍ من مكبرات صوت صاخبة، مع إشعال النيران باستخدام علب مبيدات حشرية لإذكائها، حيث يفهمون أنهم يصنعون «البهجة» بتلك التصرفات، التي تخرج عن حدود اللياقة والذوق العام. وفي مواقع أخرى بالمدينة نفسها، وقفت مجموعات أخرى من المراهقين، تفرغوا لرشق مركبات العوائل بمناديل ورقية مبللة بالماء؛ ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بالأيدي مع ملاسنات حادة. وسادت هذه التراشقات أكثر، في شوارع شهار والجيش وأبو بكر. من جانب آخر، أكد عدد من المراهقين رفضوا ذكر أسمائهم، أنهم استخدموا ألسنة اللهب و«الفاين»، للتعبير عن فرحتهم، مبدين في الوقت نفسه انزعاجهم من تضييق الخناق عليهم. هذا الوضع يشبه أفعال فوضوية أخرى، أقدم على فعلها بعض المراهقين في مدن ومحافظات أخرى. وبات من المعتاد مشاهدة عشرات بل مئات من «المشاكسين» يغلقون الطرق من خلال إصرارهم على الرقص وافتعال مشاهد لا تشبه المناسبة الوطنية. وكان من سوء حظ الشوارع المختلفة، أن المناسبة توافقت مع يوم الجمعة، فسبقها الاحتفال في ليلتي «الأربعاء والخميس»، وأضيفت إليها ليلة أمس بعد اعتماد السبت إجازة تعويضية رسمية للموظفين والطلاب. وعلى الرغم من الجهود المبذولة من إدارات المرور بمختلف المناطق، إلا أن الشوارع المغلقة لا تزال من المعالم الرئيسية للاحتفال، وبات الأمر هاجسا يشغل عددا من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين، إلى جانب مجموعة من الأكاديميين المتخصصين، وهم يتساءلون: كيف يمكن أن يعبر الشباب بطريقة مختلفة «متوازنة»؟