موضوع الابتعاث لا يهدأ حتى يعود إلى الواجهة مجددا، هذه المرة جاء عرض الموضوع من قبل عضو مجلس شورى طالب بحماية المبتعثين من حملات التنصير، هذه الحملات التي يظهر من كثرة التطرق إليها أنها حملات ضد الابتعاث أكثر منها وجود حملات تنصيرية حقيقية. طبول حملات التنصير التي تقال وتقال تدفع الواحد إلى الظن أن المملكة تبتعث طلابها إلى الكنائس لا الجامعات، وأن جمعيات التنصير تركت الفقراء والجهلة في مختلف مجاهل العالم ولا شغل لها إلا تتبع الطلاب السعوديين.! الأخذ والرد في موضوع الابتعاث لن يأتي بجديد، لكن أن تصل الأمور إلى أن يطالب في الشورى أحد الأعضاء إلى حماية المبتعثين فهو أمر في حاجة إلى مناقشة، فالمجلس في الفترة الأخيرة أصبح منصة لإطلاق مناشدات غريبة، ولم تعد الأولوية تعطى للمشاريع المعطلة، أو التي يتطلع المواطن إلى أن تناقش، بل صار الهم الشاغل لبعض الأعضاء الإفادة من النقاشات والاهتمام للظهور بمقترحات مثيرة لكنها غير عملية، وفي أحيان كثيرة غير مهمة. ما لم يعد الأعضاء إلى دورهم الحقيقي فلن نستغرب خروج مقترحات كلها غرابة، ومنها أن يطالب عضو ما أن يبتعث مع كل طالب رقيب عليه، رقيب يمكن له أن يقي هذا الطالب من الانزلاق أو الخروج عن الدين، وقد يتطور الأمر بالمطالبة برقيب على الرقيب، وفقا للحجة ذاتها، وهكذا ينفتح باب من المطالبات الغريبة التي لا يفهم إلا أن هناك شخصا ما يريد أن يقول «شفتوني»!. وبعد انتهاء الحفلة لا يزال ينتظر المواطن الكثير من المشاريع والقوانين والأنظمة التي لدى مجلس الشورى، ولا يزال يسمع أن النظام الفلاني خرج من اللجنة وعاد إلى اللجنة، ومن غير المعروف أي لجنة خرج منها، إلى أي عاد، وإلى أي سيذهب؟.