حذر عضو مجلس الشورى المهندس محمد القويحص من محاولات تنصيرية تعرض لها عدد من المبتعثين السعوديين في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال م. القويحص خلال مناقشة المجلس أمس التقرير السنوي المقدم من لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي والخاص بوزارة التعليم العالي والجامعات للعام المالي 1430 - 1431ه إنه وفي الوقت الذي أكدت فيه الملحقيات الثقافية في عدد من الدول على المبتعثين والمبتعثات السعوديين بعدم الخوض في نقاشات مع أقرانهم أو أساتذتهم سواء في الدين أو السياسة، ووفقا لمعلومات مؤكدة تعرض طلاب سعوديين في السنوات التحضيرية في إحدى الجامعات الأمريكية، لمحاولة تنصير حين قام أستاذهم بتوزيع الإنجيل باللغة العربية عليهم وطلب منهم دراسته والمناقشة فيما بعد، وقام بعملية التنصير للطلبة بهذا الأسلوب، ليقوم الطلاب بإرسال تلك المعلومات للملحقية إلا أنهم لم يجدوا أي رد. اتصالات السفارات الأجنبية بالمبتعثين ومضى م. القويحص في القول إنه وفي الوقت الذي نطلب فيه من طلابنا المبتعثين عدم الخوض في الجدليات الدينية والسياسية، يجب أن نحميهم من الجانب الآخر، إضافة إلى أن هناك محاولات اتصال من السفارات الأجنبية بالمبتعثين، وعد ذلك بالمسألة الخطيرة، وقال: لا نريد أن نأتي بعد سنوات لنجد من تم تنصيره، أو من له توجهات سياسية خطيرة، مشددا على ضرورة حماية المبتعثين والمبتعثات في الخارج من هذه الممارسات، وأشار إلى أن تقرير وزارة التعليم العالي اعتراه الكثير من النقص في المعلومات عما يجري في الابتعاث الخارجي ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين، فما هو مستوى التحصيل العلمي لأكثر من 100 ألف مبتعث ومبتعثة، وما هي الجامعات التي يدرسون بها، إضافة إلى نقص عدة معلومات تفصيلية في هذا الجانب. تخريج البطالة المقنعة وتطرق م. القويحص إلى مطالبة لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي باستحداث جامعات جديدة في عدد من المحافظات، مشيراً إلى أن الكثير من الجامعات الناشئة في المحافظات والمناطق النائية تعاني من الندرة في الكفاءات وفي التجهيزات والمباني، وقد كان من الأولى أن تركز اللجنة على تطوير الجامعات القائمة من خلال توفير الكفاءات البشرية بكامل التخصصات ودعمها بالتجهيزات والاحتياجات. وأكد أننا لا زلنا نعاني من مخرجات تلك الجامعات وبخاصة أنها لا زالت تركز على تخصصات نظرية لا تتلاءم مع متطلبات سوق العمل، وتكدس عدد كبير من خريجي الجامعات خاصة في التخصصات النظرية والتي لا تتناسب مع احتياجات سوق العمل. وقال إنه ليس لدينا خيار إلا التركيز على مخرجات جامعية تتناسب مع متطلبات سوق العمل أو الاستمرار بتخريج البطالة المقنعة. الجامعات لا تهتم بالمضمون وعلق م. القويحص على تصنيف شنغهاي، والتسابق المحموم من جامعات المملكة على الحصول على التصنيف المتقدم في الجامعات العالمية دون التركيز على المضمون. وتساءل قائلاً: هل جامعاتنا وصلت بالفعل إلى هذه المرحلة المتقدمة كما يرد في التصنيف، على الرغم من المشاكل التي تشهدها الجامعات السعودية في مسألة البحث العلمي، إضافة إلى مشاكل الكراسي العلمية. وقال القويحص إن التصنيف لا تعكسه الحقيقة، فنحن نسمع ونقرأ بأن هناك الكثير من الأبحاث العلمية تنشر لهذه الجامعات ولأساتذتها، لكنها في الواقع غير حقيقية، بحيث (يضع اسمه على البحث لكنه لا يشارك فيه)، فنحن نحتاج إلى وقفة مع عملية البحث العلمي. وأضاف إن الكراسي العلمية منتشرة بشكل كبير في جامعاتنا دون مردود، مشيراً إلى أن قضية التصنيف الجامعي تحتاج الوقوف أمامها بشكل صحيح، ونحن نتحدث عن المضمون، نحن لدينا خريجون يستطيعون المنافسة عالميا ولدينا أبحاث كذلك. الجامعات تقوم ب(تهجير) البحث العلمي الشيخ عازب آل مسبل رأى جانبا آخر جديرا بالاهتمام حين أثار موضوع استحداث ما بين 1000 - 2000 وظيفة معيد سنوياً توزع على مختلف جامعات المملكة، ويتم ابتعاث ما يصل نسبته إلى 70% من هذه الوظائف لإكمال الدراسات العليا في الخارج. وقال إن توطين البحث العلمي هو من أهم ما تسعى إليه الجامعات في أي دولة، وفي المقابل ومع الأسف أن ما يتم لدينا هو (تهجير) للبحث العلمي وليس توطين. الابتعاث الخارجي شرطاً للإعادة!! واستشهد الشيخ آل عازب على ذلك بما صدر عن وكيل إحدى الجامعات السعودية الكبيرة للبحث العلمي عندما عمم على جميع كليات الجامعة بعدم السماح للمحاضرين والمعيدين بالابتعاث الداخلي أو الإيفاد للدراسات في الأقسام التي يعملون بها للحصول على درجة الدكتوراه، وحصر الابتعاث في أضيق الحدود لدرجة الماجستير. التخصصات النظرية الأبرز في الابتعاث ومضى الشيخ آل عازب في القول: في الوقت الذي نسعى فيه إلى أن تكون جامعات المملكة محط أنظار العالم للتأهيل للدراسات العليا، نجد خروج تعميم كهذا يمنع المعيد والمحاضر من إتمام الدراسات العليا في جامعته، كما أن ذلك يعكس بأن الجامعات السعودية ليست أهلا لتأهيل أعضاء هيئة التدريس، فكيف ننافس جامعات العالم، كما أنه يقلل من حب الوطن والاعتزاز بجامعاته، لأننا نقوم بتهجير البحث العلمي ونبعد طلابنا عن جامعاتنا. وأكد على أن الدراسات العليا من أهم توطين البحث العلمي فكيف بنا (نهجره)، ويفهم من هذا التعميم أن الجامعة على استعداد أن تتخلى عن القدرات العلمية المتفوقة وقبول الأدنى، وكان المعيار الأهم هو قبول الابتعاث أو عدمه. لقد أدركت اللجنة في دراستها لهذا التقرير أن العلوم الاجتماعية والتجارية والخدمات الاجتماعية تأتي في صدارة تخصصات المبتعثين، مع أن هذه الأمور تعد يسيرة ويمكن دراستها في الداخل، وليست مما نطمح إليه ونسعى إلى إيجاده لعدم وجوده، واستشهد بعدد المبتعثين في تخصص الطب حيث بلغ 3686، من أصل 49 مبتعث في عام التقرير. ميزانية التعليم العالي الدكتور طلال بكري: التقرير لا يتضمن ميزانية وزارة التعليم العالي ولم يوضح أين تم صرفها. وعلق د. بكري على تناقض اللجنة التعليمية في المجلس حيث إنها تدعو في تقريرها إلى استيعاب الطلاب غير السعوديين في جامعات المملكة وفي موقع آخر من نفس التقرير انتقدت اللجنة وجود طلاب غير سعوديين يدرسون في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. هل التعليم العالي لا تأبه بقرارات الشورى!! وتطرق د. بكري للمركز الوطني للقياس والتقويم، فقد سبق لمجلس الشورى في تاريخ 6/4/1428 ه أن أصدر قرارا بإجراء دراسة تقويمية من جهة محايدة لمعرفة مدى ملاءمة اختبار القدرات تعليميا وماليا خلال عام من تاريخ صدور القرار، والآن بعد مضي أربع سنوات ولم يصدر أي أمر في هذا الجانب، ربما لكون مجلس الشورى لم يتابع، أو أن وزارة التعليم العالي لا تأبه بقرارات مجلس الشورى. وعدد د. بكري أهداف المركز الوطني للقياس والتقويم (أنشئ في عام 1421 ه كمركز مستقل إداريا وماليا)، والتي يأتي في مقدمتها الحد من نسب التسرب من التعليم العالي، والحد من نسب الرسوب، تقليل عدد الطلاب المتحولين من تخصص إلى آخر، الرفع من مستوى كفاءة مؤسسات التعليم العالي، متسائلاً هل حقق المركز أهدافه؟؟ ومضى د. بكري في القول انه وبحسب مركز القياس فان الاختبارات تهدف الى الانعكاس الايجابي على مسيرة التعليم العام باستثارة التعليم الموجه للقدرات العقلية والتخفيف من الجوانب المرتبطة بالتلقين، فهل تحقق هذا؟؟؟ التقويم يقفز على الواقع لفرض رسوم وعلق د. بكري على ما يفخر به المركز من تطبيق عدد من الدول العظمى لهذه التجربة، متسائلا كيف للمركز أن يقارن تلك التجربة مع نظيرتها في تلك الدول، متجاهلاً مقارنة المدارس في المملكة وفي تلك الدول، فنحن لا نزال ندرس أبناءنا وسط الرياض في شقق مستأجرة ليس بها أدنى مقومات التعليم، ومع ذلك نطالب بمجاراة تلك الدول المتقدمة لا لشيء وإنما لنقفز على الواقع للوصول إلى فرض رسوم على المواطنين. اختبارات القياس (بعبعا) فلا بد لنا من وقفة على هذا المركز وعلى الاختبارات التي يقوم بها والتي أصبحت (بعبعا) يخيف أبناءنا وبناتنا الطلاب، وليس هناك ما يدعو إلى هذه الأمور دون أن يكون هناك ملاءمة لمثل هذه الاختبارات. كما أن هناك الكثير من الأسر الفقيرة التي لا تستطيع إتاحة الفرصة لأبنائهم الدخول لهذه الاختبارات بسبب الأعباء المادية، وتقدم بتوصية استثناء أبناء وبنات الأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي وذوي الإعاقات من دفع رسوم جميع اختبارات المركز. المبتعثون علموا أساتذتهم العربية من جانبه علق د. راشد الكثيري على وجود قصور من قبل بعض الملحقيات في متابعة المبتعثين، بدءا من متابعتهم في معاهد اللغة حيث يتكدس عدد كبير من السعوديين في نفس المعهد، يتحدثون اللغة العربية أكثر من اللغة الإنجليزية وربما علموا أساتذتهم اللغة العربية، بدلا من تعلم الإنجليزية. أكثر من 7 آلاف عضو تدريس ينجزون 931 بحثاً من جانبه تساءل عضو المجلس الدكتور منصور الكريديس عن الريادة التي تسعى الجامعات السعودية لتحقيقها عالميا في الوقت الذي يعاني فيه البحث العلمي من ضعف ملحوظ في تلك الجامعات، مستشهدا بإنجاز جامعة الملك سعود ل931 بحثاً، بينما يبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس ومن في حكمهم أكثر من 7 آلاف عضو. وعلق د. الكريديس على ما ورد في تقرير وزارة التعليم العالي والمرفوع لمجلس الشورى حول جودة الأداء، حيث لم يتطرق التقرير إلى هذا الجانب سوى على استحياء، مطالباً بتفصيل أكبر لمؤشرات الأداء في الجامعات في التقارير القادمة. وأشار د. الكريديس إلى أنه لا يجب أن نسعى إلى الاكتفاء بدخول الجامعات السعودية للتصنيفات العالمية، فهناك مؤشرات يجب أن تذكر، والفرص الوظيفية التي وفرتها الجامعات للخريج، وغيرها من المخرجات والمؤشرات الواقعية على جودة الأداء. تصنيف شنغهاي يهم الجامعات الصينية واستشهد د. الكريديس بتصنيف شنغهاي، مشيرا إلى أنه تصنيف يهم الجامعات الصينية في المرتبة الأولى، حيث قامت إحدى الجامعات الصينية بإطلاق التصنيف لمعرفة مواقع الجامعات الصينية بين الجامعات المتميزة، وفي الوقت ذاته نسعى إلى تطبيق معايير موجودة على جامعات صينية وهذا لا يتلاءم، فالجامعات الصينية لها أهدافها، فعلى وزارة التعليم العالي إيجاد تصنيف خاص بالجامعات السعودية. وزارة البحث العلمي من جانبه طالب محمد رضا نصر الله باستقلال الجامعات عن وزارة التعليم العالي وقد انحصر دور الوزارة في التنسيق بين الجامعات وهذا يمكن ن يقوم به المجلس الأعلى للجامعات، ويمكن تمثيل الجامعات في مجلس الوزراء عبر وزارة التعليم العالي إذا ما تحولت إلى وزارة للبحث العلمي، ومن ذلك تعمل على توفير البنية التحتية والتمويل اللازم من الدولة والقطاع الأهلي للجامعات.