عندما تعاقد المدرب والحارس البلجيكي السابق ميشيل برودوم «52 عاما» لتدريب الشباب، في 13 يونيو الماضي، لم يكذب في المؤتمر الصحفي بعد 13 يوما، حين اعترف بطريقة دبلوماسية تنم عن «فكرة محددة» راودته حينها، بأن هدف سعيد العويران في مرماه بمونديال 1994، «من أجمل ما شاهد في حياته». إلا أنه عبر في نفس المؤتمر، الذي سادت فيه فوضى من جمهور الشباب المتضايق حينها من أسئلة الإعلاميين، اعترف بأنه يرتبط بعلاقة وصفها بال «جيدة جدا» مع رئيس النادي، وأن المفاوضات بينهما سبقت تعاقده بنحو عام. ما بين دبلوماسية الاعتراف الأول و«ورطة» الاعتراف الثاني، تتضح خيوط معلومات ربما تم تخزينها في دماغ برودوم، بشأن التوتر الراهن بين سعيد العويران والإدارة الشبابية حاليا. لم يكن برودوم غافلا عن اهتمام الكرويين السعوديين، ومعهم ثلة من الخليجيين والعرب، بتوثيق هدف العويران، كثاني أفضل عشرة أهداف في تاريخ المونديال، رغم إدراكه عدم تحمل مسؤولية ذلك الهدف فنيا كحارس. الهدف لا يزال مطبوعا في ذهن برودوم؛ لذا أسهم دون إدراك في تنفيذ رؤيته الفنية تجاه الفريق، ربما شجعته معرفته بارتباط العويران تاريخيا بالشباب، و«سوء الفهم» مع الإدارة حاليا، لإثبات شيء يهمه مهنيا كمدرب، وشخصيا كأحد أفراد المنتخب الذي هزه السعوديون في أمريكا 1994، خصوصا أنه نال في ذلك المونديال جائزة ليف ياشين لأفضل حارس، رغم تشويش الهزيمة. خلال أكثر من شهرين، نفذ برودوم ما يريده لتنفيذ فكرته، ولعله بدأ يقدم بعضا من ملامحها خلال أول مباراتين في الدوري، ساعده في ذلك اندماج عناصر الوسط مع ما يطلب منهم، وتعزيز حضور الهلالي السابق خالد عزيز بينهم، لتسهم حركتهم الدائبة في الوسط عبر ما يصطلح تكتيكيا ب«الاستدراج»، في إتاحة فرص الانقضاض بفتح مساحات «السهل الممتنع» لزميلهم المهاجم ناصر الشمراني، الذي لم يخيب الظن، حين أحرز حتى الآن ثلاثة أهداف في مباراتين، متصدرا الهدافين كعادته في الأعوام الأخيرة.