لست أدري لماذا يقاتل بعض رؤساء اللجان في اتحاد القدم دون غيرهم بشكل ظاهر أو خفي على تحقير الإعلام الناقد لعملهم، أو اتباع سياسة التحجيم والتكميم لأفواه الإعلاميين بكل ما أتاهم الله من صلاحيات نافذة عبر مناصبهم أو قربهم من المسؤول. فالفترة الماضية لمست أكثر من محاولة لرئيس لجنة بمحاولة التعليق على هوانه في إدارة قضية حساسة وهامة للشارع الرياضي متعلقة بلجنته على شماعة إعلامنا الرياضي واعتبار دوره المهني في المكاشفة والمناقشة حتى لو كان هناك اختلاف مع رؤية أو رأي رئيس اللجنة أو قرارها وكأنه جرم لا يغتفر. يريدون «قولبة» إعلامنا في قالب واحد وكأنه مثل الصحيفة الرسمية «أم القرى» فقط أخذ الخبر أو القرار منهم والتسليم بنشره دون أي رأي أو نقاش، بعد أن لعبت إحدى المطبوعات البارزة دورا واضحا في تجسيد ذلك القالب، وإن كان لكل صحيفة توجهها، فللإعلام الرياضي تحديدا أجنحته التي يحلق بها منذ عقود بهامش واسع من الحرية في المناقشة والاختلاف في الرأي حتى مع أصحاب القرار الأول في رعاية الشباب واتحاد الكرة. بصدق أشفق على أولئك الذين يعتلون رئاسة بعض اللجان وهم يظهرون ضعفهم الشخصي والمسؤول أمام النقد الإعلامي في القضايا المتعلقة بلجنتهم ومحاولتهم اتخاذ الكثير من الطرق والحيل للحد منه.. في زمن الشفافية ووعي الجيل المواكب للثورة التقنية عبر شبكة الإنترنت ومواقع التواصل «فيس بوك وتويتر» مما جعل صدورهم تضيق من افتقادهم «سطوة» السيطرة على مهنية الإعلام والإعلاميين كما كانوا يفعلون قبل ذلك بتلذذ، والأغرب أنهم يستعرضون قوة نفوذهم على البعض، ويعجزون أمام آخرين ممن يضعونهم في حجمهم الطبيعي؛ لأنه من المؤسف أن يدعم قائد البلاد خادم الحرمين الشريفين الإعلام السعودي بشكل عام ويطالبه بالشفافية مع المواطن ونقد الوزراء ووزاراتهم ومناقشتهم ومحاسبتهم على الأخطاء والتجاوزات التي تضر بمصلحة الوطن والمواطن. فلك أن تتخيل أنني قادر على نقد «الوزير» ورئيس لجنة في اتحاد كرة القدم يريد تكميم فمي أو إقصائي ككاتب أو صحفي أو وسيلة إعلامية لانتقاد أو نقاش قرار للجنته. لكن الضعيف من يطاوع أو يستسلم لمثل هذه العقليات. ويا ليتهم يتخذون انفتاح الأمير نواف بن فيصل على النقاش عبر القنوات الفضائية و«تويتر» نموذجا لكن الله يهديهم ويحسن خاتمتهم.