أتساءل.. ما هي قضية المسؤولين في وزارة التربية والتعليم؟ هل يعملون حقا لحل المشاكل التي تعانيها المدارس؟ بعد أن تقلدت نائبة وزير التربية والتعليم نورة الفايز هذا المنصب استبشرنا خيرا وقلنا إنها ستكون قريبة من هموم ومشاكل بناتها الطالبات، لكن اليوم أتساءل ما التحسينات التي تمت على مدارس البنات؟ في ظني أنه لم يتغير شيء وكل الذي نسمعه مجرد كلمات لا تطبق على أرض الواقع.. فبعد أن كان طموح الفتيات السعوديات أن يمارسن الرياضة في مدارسهن ويا له من مطلب تافه أخجل أننا في وطننا الحبيب نطالب به لأنه حق من حقوق الطالبات.. أصبح الهم أكبر وأكثر إلحاحا وهو إيجاد بيئة دراسية آمنة لهن! هذا واقع واحدة من مدارسنا وهي مدرسة زعبان الابتدائية في منطقة عسير، فالثعابين والحشرات السامة تتشرف بزيارة المدرسة يوميا فضلا عن الأتربة والغبار الذي قد يسبب استنشاقه أمراضا مزمنة، وهذا حالها منذ سنوات دراسية ماضية.. كما أن ساحاتها مكشوفة مما يجعل الطالبات معرضات لضربات الشمس! ودورات المياه أشبه بدورات مياه محطات الطرق وهذا يختصر وصف الحال.. ولن أتحدث عن تصميم المبنى الذي ليس مهيئا بأي شكل من الأشكال ليكون مدرسة. الخطير في الموضوع أنها مدرسة ابتدائية أكبر طالباتها يبلغن اثني عشر عاما وهن معرضات في هذه السن لجميع تلك الأخطار المميتة.. وأين يواجهن هذه المخاوف؟ في مدرستهن.. بيتهن الثاني! البيئة التي يفترض أن تكون آمنة لهن. المعلمات قبل بداية العام الدراسي ناشدن المسؤولين التدخل وأرسلوا عدة خطابات دون إجابة أو تفاعل والمحزن أن العالم يتطور ويذهلنا بالجديد من الابتكارات والاختراعات، بينما يقف بعض المسؤولين المتخاذلين في وجه الابتكار والتقدم في وطننا.. فالضرر طال المدارس التي من المفترض أن تكون منبع إبداع لهؤلاء الطالبات الصغيرات ومكتشفة لمواهبهن.. لكننا الآن نتمنى أن يعشن بسلام واطمئنان في مدرستهن! فيبدو أن الالتفات لمدرسة زعبان وترميمها لن يحصل إلا بعد سماع خبر وفاة إحداهن حماهن الله!