أعلن رجل الأعمال الرياضي السابق الساعدي القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، أنه يرغب في التفاوض من أجل وقف لإطلاق النار في بلاده، لتجنيب طرابلس «بحر من الدماء»، على حد تعبيره. جاء ذلك في رسالة بالبريد الإلكتروني موجهة إلى كبير المراسلين الدوليين في شبكة «سي إن إن» الأمريكية نيك روبرتسون، أمس. وقال الساعدي، الذي ذكر أحد قادة الثوار في ليبيا أنه تم القبض عليه ليلة الدخول إلى طرابلس، أن لديه السلطة للتفاوض، وأنه يريد مناقشة وقف إطلاق النار مع المسؤولين الأمريكيين ومسؤولي حلف شمال الأطلسي. وقال في رسالة البريد الإلكتروني: «سأحاول إنقاذ مدينتي طرابلس ومليوني نسمة يعيشون فيها.. وإلا ستضيع طرابلس إلى الأبد، وتصبح مثل عاصمة الصومال مقديشو». وأضاف أنه من دون وقف إطلاق النار ستتحول المدينة قريبا إلى «بحر من الدماء». وفيما سرت شائعات بأنه نجح في الفرار من ليبيا إلى الجزائر أو تونس، ذكر ناطق باسم الثوار أنه تم القبض عليه، إلى جانب الأخ غير الشقيق محمد، الذي تمكن من الفرار بمساعدة كتائب القذافي، وكذلك سيف الإسلام، المستشار لوالده، الذي ظهر أمام الصحفيين بصورة مفاجئة في فندق ريكسوس، الثلاثاء الماضي، نافيا بذلك أمر اعتقاله. ولم يعلق المسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي على وضع الساعدي القذافي ولا على العرض الذي قدمه بعد يوم من سيطرة الثوار على مقر إقامة والده في باب العزيزية. ويشار إلى أن المسؤولين الحكوميين كانوا قد تقدموا بعدة مقترحات لوقف إطلاق النار خلال الشهور الستة الأخيرة، التي شهدت الصراع المسلح في ليبيا لإنهاء حكم القذافي. وكان آخر هذه الاقتراحات صدر عن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم ليلة «تحرير طرابلس»، بحسب تعبير الثوار. والساعدي هو ثالث أبناء القذافي، ولاعب كرة قدم ماهر سبق له أن احترف في بعض الأندية المحلية والخارجية، كما أنه أحد أبرز أبناء العقيد المشاكسين. وانضم إلى بارونات النفط وأصحاب شركات المشروبات الغازية ورجال أعمال الشركات الإلكترونية اليابانية، وذلك قبل أن يهتم بتمويل صناعة السينما في هوليوود الأمريكية التي تعاني من الركود حيث أسس شركة برأس مال 100 مليون دولار لإنتاج الأفلام.