يعتبر الدكتور يوسف شاكير من أبرز الوجوه الليبية التي أفرزتها شاشة التليفزيون الحكومي بقنواته المختلفة عقب اندلاع الثورة، 17 فبراير الماضي. ويعرف عن شاكير أنه المستشار الروحي للزعيم معمر القذافي، وكان يظهر يوميا عبر البرنامج الليلي «عشم الوطن» على قناة ليبيا لعدة ساعات، يقوم خلالها بكيل الشتائم والسباب للغرب والثوار على حد سواء، مصمما على أنهم أتباع تنظيم القاعدة، وأنهم يتعاطون حبوب الهلوسة والمخدرات. ورغم أن الرجل بلغ خريف العمر، لكنه كان يحافظ على أناقة ووقار واضحين. والبرنامج عبارة عن حوار مع شاكير يديره مذيع يصمت أكثر مما يتكلم، وعندما يتكلم لا يسمعه أحد. ولا يتورع عن استخدام أوصاف وتعبيرات من صميم خطاب القاموس السياسي، مثل الخائن والعميل والأفاك والدجال واللعين والمأجور وغيرها. واعتاد الدكتور يوسف أن يختم سهرته بالدعاء لليبيا بالأمان والاستقرار وغيرهما، مع ملاحظة ضرورية هي أنه يفعل كل ما في استطاعته لتجنب أي مديح أو إطراء للعقيد معمر القذافي. ويوسف شاكير من أصل ألباني من منطقة البلقان، وجاء أجداده إلى ليبيا ضمن وفد على المنطقة من أتباع الدولة العثمانية. وكان يتظاهر بالتصوف في مرحلة ما مدعيا أنه ينتمي لإحدى الطرق الصوفية في مصر. وقد سجل عليه ارتباطه ببعض المشعوذين والدجالين والنصابين المتلبسين بلباس التدين. ومن طرائف شاكير أنه عندما عاد من صفوف المعارضة بالخارج في الثمانينات، بدأ مسيرة العودة إلى أحضان القذافي عن طريق أخيه وبعض ضباط الجيش. وقام هؤلاء بتوفير كافة الضمانات لطريق العودة والتوبة. وبعد عناء طويل من الاستجداء المتكرر للمثول بين يدي القذافي، اقتادوه يوما إلى الخيمة المشهورة ليعلن توبته ﺃمامه، وﺃعطيت له تعليمات محددة بكيفية الدخول والتصرف والخروج. فدخل يحبو على ركبيته وينبح بصوت عال مثل الكلاب، وﺃمامه أحد الذين ساعدوه في الوصول إلى القذافي يردد «يا قايد، كليﺐ ضال جاي راكع ويبي يتوب»، والقذافي يردد ضاحكا «ما يصحش يا عبدالسلام». وبعد برهة وضع في ركن الخيمة وبدﺃ القذافي في توبيخه بأفحش الألفاظ ثم ﺃمر برميه خارجها، قبل أن ينال فرصة البقاء قريبا من العقيد ويصبح أحد المستشارين. ولكنه هرب أخيرا عندما اقتحم الثوار شوارع العاصمة طرابلس واختفى في موقع مجهول.