دعا رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبدالجليل، أمس، الثوار الليبيين الذين سيطروا على طرابلس إلى ضبط النفس وعدم التعرض لأرواح وأموال وممتلكات المواطنين وغيرهم في العاصمة. وقال عبدالجليل في مؤتمر صحفي ببنغازي «أدعو الجميع إلى ضبط النفس وعدم التعرض لأرواح وأموال وممتلكات الليبيين وغيرهم». وأشار إلى أهمية «الصفح والعفو والتسامح وعلى بناء دولة القانون التي ستوفر محاكمة عادلة لكل من تضرر ولكل من اتهم في إحداث هذا الضرر». وقال «أهيب بثوارنا في طبرق ودرنة وفي طرابلس والزاوية، عدم استيفاء الحق بالذات، وترك هذه الأمور للقضاء العادل الذي سيعاقب كل من ارتكب فعلا تضررت منها فئة معينة من هذا المجتمع». وأكد أنه سيتم توفير محاكمة عادلة للعقيد الليبي معمر القذافي، ولن يتم إعدامه دون محاكمة. «أتمنى إلقاء القبض عليه حيا حتى تتاح له محاكمة عادلة، ليكون العالم شاهدا على أكبر ديكتاتور». وذكر أنه لا علم له بمكان تواجد القذافي حاليا وأن لحظة النصر الحقيقية عندما يتم القبض عليه. وعن دوره بعد سقوط القذافي أوضح عبدالجليل أن دوره سيستمر إلا إذا فقد السيطرة على الوضع، مشيرا إلى أنه سيتقدم باستقالته في حال اعتماد مبدأ الانتقام وتصفية الحسابات بعد سقوط النظام. وأعلن سفير المجلس الوطني الانتقالي في لندن محمود الناكوع أن حكومة المجلس ستنتقل من بنغازي إلى طرابلس قريبا، وطالب «الناتو» بوقف حملته العسكرية وأكد على أن هناك خطة أمنية لسد الفراغ الأمني يعلمها عناصر المقاومة. وتوالت الاعترافات بالمجلس الوطني الانتقالي من الجامعة العربية ومصر وتونس والكويت وفلسطين بينما رفرف علم الاستقلال على سفارة ليبيا بسورية والمغرب والجزائر. واستولت الجالية الليبية في السودان على مبنى السفارة في الخرطوم، وأنزلت علم ليبيا ورفعت مكانه العلم الذي يستخدمه الثوار، تبعا للتطورات الأخيرة التي شهدتها العاصمة طرابلس. ولم تعلن الجزائر والسودان حتى الآن موقفهما مما يجري من الأحداث في ليبيا. ميدانيا، تتواصل المعارك قرب مقر القذافي في باب العزيزية فيما يواصل الثوار تعزيز مواقعهم في العاصمة استعدادا لحسم المعركة. وتوجهت التعزيزات إلى الساحة الخضراء والتي أعيد تسميتها ب«ساحة الشهداء» حيث تعرضت قوات المعارضة المتمركزة فيها لنيران قناصة موالين للقذافي. وانتشرت دبابات وقناصة تابعة للحكومة الليبية في مقاومة أخيرة في طرابلس بعدما اجتاح معارضون قلب العاصمة وهللت الحشود مرحبة بإنهاء حكم القذافي. من جهة أخرى، نقلت الأنباء عن مصادر مطلعة في تونس أن رئيس وزراء نظام القذافي البغدادي علي محمودي وصل إلى جزيرة جربا التونسية، أمس. وفي معاقل المعارضة، بما فيها بنغازي ومصراتة احتفل الناس بما يرون أنه سقوط لنظام معمر القذافي. وكان مقاتلو المعارضة وحشود من الليبيين قضوا ليلتهم في الساحة الخضراء التي ظلت لعقود رمزا لحكم القذافي احتفالا بما اعتبروه سقوطا للنظام. ومزق المحتفلون صور القذافي والعلم الليبي الأخضر ولوحوا بالعلم القديم ذي الألوان الحمراء والسوداء والخضراء. كما عمت أوساط الليبيين في الخارج فرحة كبيرة ما إن تلقوا أخبار وصول المقاتلين لطرابلس. وأمضى الكثير منهم ليلته في شوراع لندن والقاهرة وتونس وواشنطن يحتفلون بهذه الأخبار. ويقول مسؤولون بالمعارضة إنه لن يكون هناك محو كامل للإدارة وقوات الأمن القديمة في ليبيا على خلاف ما حدث في العراق بعد سقوط صدام حسين. وفي الوقت ذاته قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن قوات القذافي تسيطر فقط على ما بين 10 و15 % من طرابلس، ودعا القذافي إلى الاستسلام حقنا للدماء. ويكتنف الغموض مصير القذافي ولم ترد أنباء قاطعة بشأن مكان تواجده. وكانت تقارير إخبارية غير مؤكدة أشارت إلى أنه وصل إلى الجزائر. ودعا القذافي القبائل الليبية، في ثاني كلمة له خلال 24 ساعة، إلى القدوم إلى طرابلس والدفاع عنها. من جانب آخر نفت دولة جنوب إفريقيا أن تكون بلادها أرسلت طائرات إلى ليبيا لإخراج القذافي منها .