خفض شهر رمضان المبارك، من مبيعات التبغ والدخان بكافة أنواعه، إلى الدرجة التي اعتبرها الباعة خسارة تقدر بما لا يقل عن 50 %. وتراجعت المبيعات لهذه التجارة بشكل واضح، في أسواق مكةالمكرمة، لتجد محال التبغ والسجائر نفسها، مضطرة عن توقف البيع في أيام رمضان، بسبب شح الزبائن. واعتبر البائع نبيل محمد ناجي انخفاض المبيعات بسبب عزوف الكثيرين عن التدخين نسبيا منذ غرة رمضان المبارك مستغلين أوقات الصيام، إذ يتعذر عليهم التدخين إلا في ساعات محدودة أثناء الليل وهو ما دفع البعض إلى التقليل من التدخين، فيما فضل آخرون الامتناع كليا عن تعاطيه. وأشار البائع أمين أحمد إلى أن أغلب من يترددون على محال بيع الجراك والشيشة من صغار السن، وبعض السيدات، وجميعهم قل في هذه الأيام الرمضانية، مشيرا إلى أن المبيعات بصفة عامة تراجعت عن سائر الأيام التي كانت مكاسبها 100 %. من جانب آخر تفاءل المدير التنفيذي لجمعية مكافحة التدخين «كفى» عبدالله السروجي، بتراجع مستويات التدخين في شهر رمضان، مطالبا بمزيد من الضوابط للحد من انتشار آفة التدخين بين أوساط المجتمع لاسيما لدى صغار السن والمراهقين من الجنسين، داعيا في الوقت نفسه وزارات التربية والتعليم والشؤون البلدية والقروية والصحة والتجارة وهيئة السياحة، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعمل آلية تنحصر في منع التدخين في المرافق العامة والخدمات الفندقية، والعمل على زيادة رفع معدل الضريبة على التدخين إلى 200 % بدلا من الحالية 100 %، وفرض غرامات مالية على متعاطي التدخين في المرافق العامة أسوة بالمطارات. ودعا إلى الأخذ بالتجارب الناجحة بعدد من الدول بمن فيها الأردن وتركيا، اللتان تمنعان التدخين في الفنادق والشقق المفروشة، وتخصيص أجهزة الإنذار الكاشف للدخان المنبعث من السجائر والتبغ بأنواعه، وتغريم كل من يضبط ويخالف تعليمات المنع، مؤكدا أن بلاد الحرمين الشريفين أولى بتفعيل مثل هذه التجارب، ومحاربة آفة التدخين بعكس الوضعية الراهنة، حيث لا تخلو الفنادق المجاورة للحرم المكي من المدخنين، وانتشار سحب التدخين في أرجائها، وفي الأماكن العامة حتى ساحات الحرم، بالرغم من محاولات المنع إلا أنها لا تزال تشهد هذه الظاهرة التي لا تخفى على العيان. وشدد السروجي على ضرورة نقل محال بيع الجراك والشيشة والتبغ خارج النطاق العمراني أسوة بالمقاهي والاستراحات .