أعلن البيت الأبيض الأمريكي أن الرئيس باراك أوباما تحدث مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، وأن الزعماء الثلاثة طالبوا بوقف فوري لحملة القمع التي تشنها السلطات السورية ضد المحتجين المعارضين. وأضاف البيت الأبيض في بيان أن أوباما وخادم الحرمين الشريفين «اتفقا على ضرورة الوقف الفوري لحملة العنف الوحشية التي يشنها النظام السوري ضد شعبه ومواصلة المشاورات الوثيقة بشأن الموقف في الأيام المقبلة». واستخدمت لغة مماثلة في بيان بعد محادثة هاتفية منفصلة بين أوباما وكاميرون، وأن الزعيمين «اتفقا على أن يراقبا عن كثب الإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية وأن يتشاورا بشأن خطوات أخرى». ولم تصل أمريكا إلى حد دعوة الأسد للتنحي، لكنها فرضت عقوبات إضافية على سورية، الأسبوع الماضي، وحثت الدول على التوقف عن شراء النفط والغاز السوريين. ودعا خادم الحرمين الشريفين، الاثنين الماضي، لإنهاء إراقة الدماء في سورية واستدعى سفيره من دمشق. وحذرت الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وبينها بريطانيا سورية من أنها قد تواجه إجراء من الأممالمتحدة أكثر تشددا إذا واصلت حملة القمع. وجاءت أحدث إراقة للدماء في مدينة اللاذقية الساحلية التي دخلتها دبابات الجيش السوري، أمس، بعد يوم من مقتل 20 شخصا بيد قوات الأمن خلال مسيرات في أنحاء البلاد تطالب بتخلي الأسد عن السلطة، ما أثار انتقادات من منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 دولة. وأضافت بذلك صوتها إلى الضغوط العربية المتزايدة على الأسد وطالبت بوقف فوري لحملة الجيش ضد المحتجين التي يقول نشطاء إنها أدت إلى مقتل 1700 مدني في خمسة أشهر. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن شخصين قتلا وأصيب 15 آخرون في إطلاق كثيف للنيران بعد أن دخلت نحو 20 مركبة عسكرية حي الرملة في مدينة اللاذقية المطلة على البحر الأبيض المتوسط. وقال رئيس المرصد رامي عبدالرحمن إن جنودا مدعومين بمسلحين يطلق عليهم «الشبيحة» انتشروا أيضا في حي الصليبة بالمدينة وأضاف أنهم اعتقلوا العشرات وأن كثيرا من الناس كانوا يفرون من الهجوم. وتمنع السلطات السورية معظم أجهزة الإعلام المستقلة من العمل، الأمر الذي يجعل من الصعب التحقق من الأحداث على الأرض. وتنفي السلطات تقارير تتحدث عن حالات وفاة أثناء الاعتقال وتقول إن 500 فرد بين جنود ورجال شرطة قتلوا على أيدي جماعات مسلحة تلقي السلطات باللوم عليها في العنف. وذكرت وكالة الأنباء السورية أن ثلاثة من أفراد قوات الأمن قتلوا فى احتجاجات، أمس، الأول. ومنذ بداية رمضان المبارك كثف الأسد حملته العسكرية ضد الاحتجاجات على حكمه واقتحم الجيش مدينتي حماة ودير الزور في الشرق. ونصحت وزارة الخارجية الفرنسية رعاياها بعدم السفر إلى سورية وحثت أي مواطنين فرنسيين لا يزالون هناك بمغادرتها على أي رحلات جوية متاحة. وأشار الموقع الإلكتروني للوزارة إلى «تفاقم التوترات». وعززت كندا عقوباتها بحق السلطات السورية وجمدت أصول وممتلكات عدد إضافي من كبار الشخصيات المرتبطة بالنظام السوري.