يقوم فيلم «معلمة سيئة» على حكمة قديمة تناقلتها الأجيال وكرستها الحياة بتكرارها، وهي من وسط الظلام وشروره قد ينبع النور، ويصلح الحال ويرضى به صاحبه، ويعود المعلم للتعليم، فالمفروض أساسا أن مهنة التدريس هي من أقدس المهن لأنها تقوم على تعليم النشء، ومتى صلح الأساس صلح تبعا له البنيان، ولكن كيف يكون الحال لو كانت معلمة سيئة. الطمع حين يتحول بوابة لاكتشاف الذات.. تدور الأحداث حول شخصية معلمة في مدرسة إعدادية هي «إليزابيث هاسلي» السكيرة سليطة اللسان والأنانية الفاسدة، وهي غير مخلصة في عملها وتدرس بلا مبالاة ولا تضع اعتبارا لا لزملائها ولا لطلابها، حيث تعتبر مهنتها مجرد صندوق يدر عليها المال، وهي المشغولة دائما بهاجس الحصول على زوج ثري لكي يخرجها من وظيفتها اليومية المملة، حتى لا تضطر للعمل ثانية، فوظيفتها الحقيقية هي أن تجد ذلك الرجل الذي يمكنه بماله تحقيق أحلامها والاعتناء بها. حتى يأتي اليوم الذي يصل فيه المعلم البديل والشاب الوسيم «سكوت ديلاكورت»، وبمجرد رؤيته لاحظت أن ملابسه لا يرتديها سوى الأغنياء، ولذا يتحول إلى هدفها المنشود، وبعد أن رأت صورة صديقته السابقة تبدأ في التفكير في ادخار بعض المال لإجراء عملية تكبير للصدر للحصول على مقومات الإغراء المناسبة، لكن ليس كل شيء بسهولة بما أنها تريد تأمين المال الذي لا تملكه لإجراء العملية. وهنا ستجد نفسها في منافسة مع أحد زميلاتها «إيمي سكوييل» المعلمة المتفانية في عملها، على منحة تمنحها الدولة لأفضل مدرسة يجتاز طلابها الاختبارات بتفوق، فتقوم «إليزابيث» بتغيير أسلوبها والتفاتها نحو التفاني في التدريس طمعا بالمكافأة، لكن علامات التلاميذ لا تزال متدنية، فيهديها عقلها الفاسد إلى خطة شيطانية، ولذا تقرر «إليزابيث» سرقة الأجوبة لاختبار الدولة عن طريق انتحال صفة صحفية ستجري مقابلة مع المسؤول عن الامتحان، وحين تفشل خططتها تلجأ لسرقة الإجابات بعد تخدير المسؤول. في المقابل فإن عواقب خططها تمنح لطلابها وزملائها في العمل، وحتى نفسها تعليما لا مثيل له، ولكن ذلك لن ينجيها من ترصد «إيمي» وخصوصا بعد مقلب اللبلاب للاستحواذ على اهتمام سكوت، فتفتش عن عاداتها السيئة من تعاطي الكحول والمخدرات، لكن «إليزابيث» ستنجو لتتعلم أهم درس في الحياة، وتتحول إلى معلمة متفانية في خدمة طلابها وأصدقائها، حتى أنها ستصرف النظر عن سكوت لصالح «رسل» الذي يحبها وكانت تشتمه. جمع شمل المحبين ولو سينمائيا الفيلم يجمع كل مقومات العمل الكوميدي، وخصوصا من جهة كاتب السيناريو المعروف ومخرجه «جاك كاسادان» صاحب العديد من الأعمال التليفزيونية بالأساس، وأفلام منها «مقاطعة البرتقال» عام 2002، و«المشي الثابت: قصة ديوي كوكس» عام 2007. لكن الفيلم عموما يعاني من سيناريو فقير للغاية يقوم أساسا على البطولة المطلقة لنجم واحد، ولذا جاءت كل الأحداث متركزة حول شخصية «إليزابيث هاسلي» وبجرعات كثيرة من المواقف والأفيهات الكوميدية والقفشات الطريفة، وإن كانت في كثيرها لا تبارح صفة النمطية المقدمة في أفلام سابقة. كذلك يكاد يقارب العمل بأجواء الصورة والإخراج نمط الفيلم التليفزيوني، وقد ألف له الموسيقى التصويرية الموسيقار الشهير «مايكل أندروز» الذي ألف الموسيقى التصويرية لعدد كبير من المسلسلات التليفزيونية والأفلام، ولكن يبقى المميز الرئيسي هو اختيار النجمة الشابة «كاميرون دياز» لدور المعلمة وهي المعروفة ببراعتها في تأدية الكوميدية والتي اشتهرت بأدوار الفتاة المرحة ذات الوجه البريء، في أفلام مثل «هناك شيء ما عن ماري» و«زواج أعز أصدقائي»، وبالتحميل على جمالها الأنثوية الصارخ في كثير من المشاهد. وكان أكثر ما استغربه الوسط الفني والجمهور هو ظهور كاميرون دياز مع المغني الشهير والممثل «جاستين تيمبرليك» في فيلم واحد لأنهما كانا على علاقة واستمرت علاقتهم لمدة ثلاث سنوات وانتهت في 2006، لكن كاميرون دياز صرحت بأن جاستين تيمبرليك من أفضل أصدقائها، وبأنها وجدت سهولة في الأداء بمقابلته وهو ما أكده تيمبرليك بدوره. ورغم اختلاف النقاد في مستواه الفني، فقد جمع الفيلم للأسبوع الثالث منذ نزوله ما يقارب ال 100 مليون دولار أمريكي في أمريكا وحدها .