يعد القارئ الشيخ توفيق الصايغ إمام جامع اللامي بجدة، أحد القراء المشهورين في السعودية، وبعد أن أمضى سنين عمره في المملكة، عقب حصوله على ماجستير شريعة من جامعة أم القرى، أصبح يحلم بالحصول على الجنسية السعودية. الصايغ رغم شعبيته الجارفة، وامتلاء ساحات مسجده الخارجية فضلا عن داخله، يتمتع بخلق عال وثقافة شرعية متميزة، استقاها من تلقيه العلم على يد الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله. «شمس» فتحت أمامه بوابة التواصل مع القراء في رمضان، فكانت الإجابات. هل يتغير برنامجك اليومي في رمضان، من حيث النوم والاستيقاظ؟ أعتقد أنه يتغير بمفهوم الكثيرين، لكنه لا يتغير بمقياس الأيام الأخرى غير رمضان؛ لأن برنامجي الرمضاني لا يتفق مع برامج كثير من الناس في رمضان؛ لأنني ببساطة أنام ليلا وأستيقظ صباحا، وباختصار أستيقظ للسحور ثم أستعد لصلاة الفجر، وبعد الصلاة أبقى في المسجد للشروق، أصلي ركعتين ثم يحلو لي أن أتجول قليلا والشوارع فارغة من المارة أستقبل أشعة النور الأولى، ثم أنطلق إلى المنزل لقراءة شيئا من التفسير أو الرد على البريد الإلكتروني ومشاركات الزوار في الموقع الشخصي «www.alsayeg.com [1]» أو الفيس بوك «http://www.facebook.com/alsayegcom» حتى العاشرة تقريبا، بعدها أنام ساعة أو ساعة ونصف ثم أستيقظ وأستعد لصلاة الظهر، أصلي في المسجد ثم أبقى إلى حدود ساعة أجيب فيها على الأسئلة، ثم أقرأ الصحف، وأقضي بعض أمور البيت، ثم أصلي العصر في المسجد، وأعطي درسا يسيرا، أستقبل طلبات من بعض المصلين، سواء شفاعات أو إصلاحا، أو استشارات، أو مساعدات، ثم أراجع ورد التراويح، ثم أنطلق للبيت للإفطار مع الأبناء، أصلي المغرب, وأكمل مراجعة ورد الصلاة فالتراويح وأحيانا وقفات لطيفة مع آية، أو حكم شرعي، أو موعظة تتخلل صلاة التراويح، فالعشاء فالنوم. ما أهم الأشياء التي تحرص عليها في رمضان؟ قراءة القرآن، القراءة في كتاب من كتب التفسير، محاولة زيارة بعض السلف من خلال السير لتقوية العزيمة، وحث الهمة، واستغلال الفرصة للتواصل ولو تلفونيا مع الناس، ومحاولة السعي للفقراء والمحتاجين، والمساهمة في تفريج الكرب من خلال السعي في إطلاق سجناء الحقوق، والمساهمة في سفرة الإفطار، والعمرة. ما الطقوس الرمضانية التي لا تتخلى عنها كل عام؟ القيام، العمرة، القرآن، ركعتا الشروق. ومن الذين تتذكرهم خلال هذا الشهر؟ جدتي عليها رحمات الله، الشيخ خالد بن محفوظ – رحمه الله، الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله، العم صالح العمودي – رحمه الله -، توفيق الصايغ الصغير وأوليات بدايته في الصوم. وما أبرز ذكرياتك مع الصيام للمرة الأولى؟ حين كنت صغيرا في الخامسة أو دونها أتذكر أنني كنت آكل خفية إذا أعياني الجوع، وأجد لذلك حرجا شديدا، وحين بلغت السادسة أتذكر أنني أتممت صيام اليوم فشعرت بنشوة كبيرة، وشعرت بنهم شديد للماء فشربت شرب الهيم حتى آلمتني بطني، وأتذكر أن اليوم الرمضاني كان طويلا جدا أو هكذا كنت أظن، وكنت في طفولتي أنجذب للمسلسلات الدينية، وكنت بعد كل مسلسل أذهب متأثرا لقراءة القرآن ظنا مني أن الوحي قد ينزل علي، والحق أن الحروب التي كانت تدور رحاها بالسيوف كانت تخيفني جدا، وأذكر أنني حين رأيت من يمثل دور أبرهة وهو على الفيل أغلقت التلفاز وتدثرت باللحاف وفرائصي ترتعد، وكنت مع أقراني نصنع سيوفا من خشب وحرابا ورماحا ونتحدث الفصحى تقليدا لما نراه ونسمعه. من القارئ الذي تحب سماع صوته في رمضان؟ محمود خليل الحصري ما أكثر الأوقات التي تشعر فيها بالحزن متى تكون؟ حين أنتهي من صلاة التراويح، أشعر أن اليوم قد انتهى في سرعة مذهلة. وما أوقات الفرح والسعادة؟ عند الفطور، للصائم فرحتان فرحة عند فطره. من أقرب الأصدقاء إليك؟ الذي أثق في صدقه وأمانته ونصحه. بناء على ماذا اخترته صديقا عزيزا؟ لأن هذه القيم نادرة جدا في دنيا الناس. هل تتابع البرامج الفضائية؟ وإن كنت فما برنامجك المفضل؟ لا أجد لها وقتا. وما رأيك فيما يعرض اليوم في الفضائيات المحافظة؟ فيه خير كبير وتنقصه المهنية ويفتقر إلى التنظيم والمنهجية. وماذا بشأن الفضائيات غير المحافظة؟ لا أقول إلا اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. ما أكثر خبر أزعجك خلال رمضان؟ الأحوال في حماة، والمجاعة في الصومال. وأكثر خبر أفرحك؟ ليس في الأخبار حتى الآن ما يفرح. لماذا يتحسس الدعاة والمشايخ من الأسئلة التي تقربهم من الناس في ظنك؟ لا أظن أن هذا التحسس وارد أصلا، ولكن البعض ينزعج من الأسئلة الشخصية المغرقة في الخصوصية، وهذا حق لأن هذه لا يكون تحتها كبير فائدة. هل لديك مشاريع ترغب في إنجازها؟ وما إن كان؟ أتمنى أن أتقن لغتين مهمتين للتواصل مع شعبين مهمين اللغة التركية، لأن هذا الشعب العريق يستحق خطابا بلغته، وقد وقفت اللغة حاجزا وفاصلا بين ثقافتنا وثقافته، واللغة الفارسية لأن من حق أهل فارس أن يسمعوا خطابنا بلغتهم. كيف تصف علاقاتك بالدعاة والوسط الدعوي؟ أكثر من جيدة، أو صحو إلى صحو غائم مع أمطار موسمية. ما أمنيتك خلال رمضان هذا العام؟ أتمنى أن أحصل على الجنسية السعودية. ما كلمتك الأخيرة؟ أسأل الله أن يبلغنا الأجر والدرجات العلا في الجنة كما بلغنا رمضان، وأسأل الله بمنه وكرمه أن يحفظ على هذه البلاد أمنها واستقرارها وحكمة قيادتها، وعقيدة أهلها، وخصوصية ثقافتها، ورخائها، وأن يعجل بالفرج لمن حولنا من الشعوب .