قبل عام تقريبا وتحديدا في 18 أكتوبر 2010، أبرزت «شمس» الحاجة إلى مرشدين سياحيين عبر تقرير موسع حمل عنوان «مزارات مكة.. كنز توظيف مهمل»، تضمنت المبررات دواعي الحاجة بازدياد برامج السياحة الدينية وارتفاع سياحها في الأعوام الأخيرة. وبعد أقل من عشرة أشهر، تحقق الحلم في تنفيذ أول برنامج تدريبي بعنوان «مهارات الإرشاد السياحي» الذي أقامته الهيئة العامة للسياحة، واستفاد منه 12 كادرا يمثلون النخبة من المهتمين في مجال الإرشاد السياحي. وأوضح وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري دور هيئة السياحة والآثار وجهودها الكبيرة والمميزة التي تبذلها في الارتقاء بالخدمات السياحية بالمملكة والحفاظ على التراث الوطني وتنميته وإسهاماتها الفاعلة والمتعددة الأخرى لتنمية الوطن ودفع مسيرة التقدم والازدهار فيه وخصوصا دورها الكبير في العاصمة المقدسة في مختلف المجالات التي يأتي في مقدمتها توفير فرص العمل للشباب السعودي من تدريبهم وتأهيلهم. واعتبر خلال فعاليات تسليم الشهادات على المشاركين في برنامج مهارات الإرشاد السياحي، الدورة ترجمة من الهيئة العامة للسياحة، لوفائها بوعودها، مستشهدا في ذلك بإنجاز الهيئة لتخريج كوكبة مميزة من المرشدين السياحيين التي كانت ضمن وعودها في التطوير والارتقاء بالخدمات السياحية بمنطقة مكةالمكرمة، مشيرا إلى أن هذه الدورة تأتي في إطار الخطة الاستراتيجية لمنطقة مكةالمكرمة التي ترتكز على بناء الإنسان والمكان في المنطقة. وأوضح أن «المنطقة ثرية بمكتنزات ثمينة وتاريخ مجيد وكثير من الزوار من الحجاج والمعتمرين لا يعرفون عنها شيئا، كما أن هناك معلومات مغلوطة عن بعض المواقع، ومع وجود هذه الكوكبة المتميزة من أبناء العاصمة المقدسة مرشدين سياحيين يصبح لدينا مجموعة نثق بمقدرتهم وإمكانياتهم وأنهم بالتأكيد سيكونون خير سفراء وممثلين للعاصمة المقدسة». ودعا الجميع إلى التعاون مع جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار وبرامجها التي تهدف إلى مساعدة المجتمع بكل شرائحه من خلال العديد من الإجراءات والتنظيمات الحديثة التي تنتهجها سواء مرافق الإيواء أو الاستثمار وحتى توفير فرص العمل، بالإضافة إلى تقديم خدمات متميزة لضيوف بيت الله الحرام من زوار وحجاج ومعتمرين. وأشار المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكةالمكرمة محمد العمري إلى أن توجيهات رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، تقضي بضرورة انتهاج وسيلة العمل المؤسسي للوصول إلى الغايات والأهداف «الاحتفال بتخريج أول دفعة للإرشاد السياحي في المرحلة الجارية بالعاصمة المقدسة يأتي تنفيذا لتوجيهات أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، الذي تبنى أهمية التركيز على أبناء الوطن وأبناء مكةالمكرمة في الإرشاد السياحي للعاصمة المقدسة والموجه إلى ضيوف بيت الله الحرام وإلى مؤسسات الطوافة، وهذه الدفعة قليلة في عددها ولكنها مؤثرة وقوية في أشخاصها، متنوعة فمنهم من يحمل درجة الدكتوراه ومنهم الماجستير والبكالوريوس، ومنهم رجل الأعمال ومنهم المواطن». من جانب آخر أوضح عبدالله السواط مدير مكتب التراخيص والاستثمار بالهيئة العامة للسياحة والآثار في مكةالمكرمة أن 12 سعوديا استفادوا من البرنامج التدريبي المكثف الأول «يمثلون النخبة من المهتمين في مجال الإرشاد السياحي، وقدم الدورة الخبير خالد معجب آل طوق، واستمرت لمدة أسبوع كامل بشكل مكثف، حتى يتمكن المشاركون من أداء مهنة الإرشاد السياحي باحتراف ومهنية عالية، وهذه الدورة المتخصصة تأتي ضمن مشاريع وجهود الهيئة للارتقاء بالخدمات التي يقدمها المرشدون السياحيون وتطوير قدراتهم ومهاراتهم، كما جاءت انطلاقتها الأولى في العاصمة المقدسة بناء على توجيهات الأمير خالد الفيصل لتدريب وتوفير مرشدين سياحيين مؤهلين من أبناء العاصمة المقدسة للمساهمة في إرشاد زوار العاصمة المقدسة للمواقع التاريخية والسياحية بصورة علمية وصحيحة». وبين أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تنفذ عددا من الدورات التدريبية لمهارات الإرشاد السياحي بالتعاون مع عدد من القطاعات والجهات في مختلف مناطق المملكة، حيث يعتبر اجتياز الدورة من متطلبات الحصول على الترخيص للذين اجتازوا المقابلات الشخصية والاختبار التحريري، أو عند تجديده للمرة الأولى للمرخصين من الهيئة باعتبارهم مرشدين سياحيين، ورسوم الدورة مدفوعة التكاليف من الهيئة العامة للسياحة والآثار، كما أن الهيئة تعتزم بمشية الله تقديم العديد من الدورات المتخصصة في نفس المجال مستقبلا في منطقة مكةالمكرمة، مبينا أنه بإمكان جميع الشباب والأشخاص السعوديين سواء كانوا موظفين أو طلابا أو غيرهم والذين يلمسون في أنفسهم القدرة على الإرشاد السياحي في المنطقة أو مرشدا لموقع محدد أن يسجل عبر البوابة الإلكترونية للهيئة العامة للسياحة والآثار عبر خانة التراخيص ثم خانة المرشدين السياحيين من خلال الرابط التالي «http: //www.sct.gov.sa/tour.