في وقت شكلت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الصفوف الأولى خلف أئمة الحرمين الشريفين للتأكد من عدم قيام بعض الأشخاص بحجز الأماكن عنوة من أجل الحصول على مبالغ مالية من جراء عملية تأجير تلك الصفوف، أفتى الشيخ عبدالمحسن العبيكان بعدم جواز حجز الصفوف الأمامية في المسجد الحرام، إلا أنه أفتى أيضا بأنه لا بأس بالحجز بمقابل في الصفوف الخلفية. وأوضح المدير العام للعلاقات العامة والإعلام بالرئاسة أحمد المنصوري ل«شمس»، أن اللجنة ستقوم بعمل جولات مستمرة ومصادرة السجادات التي يستخدمها البعض في حجز الأماكن، وفي نهاية شهر رمضان تسلم السجادات للجمعيات الخيرية كما يتم تسليم الأشخاص الذين يحجزون أماكن من غير المواطنين للجهات الأمنية لاتخاذ اللازم حيالهم. وأبان المنصوري أن بعض المصلين يخصص مجموعة من الأشخاص لحجز أماكن للصلاة في المسجد الحرام بمقابل مادي «الرئاسة تمنع ذلك وتكثف جهودها لمنعه عن طريق التوعية بتوزيع المطويات والصحف، وأيضا من خلال موقع الرئاسة على الإنترنت، وهناك تعاون وتنسيق مستمر مع قوة أمن الحرم والجهات الأمنية الأخرى للقضاء على هذه الظاهرة». جواز مشروط وحول حجز الأماكن للغير في المسجد الحرام، سألت «شمس» المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالمحسن العبيكان، عن مشروعية ذلك، فأفتى بأنه «لا يصلح ولا يجوز ذلك في الصفوف الأمامية, من يسعى أولا للعبادة يستحقها, لكن غير الصفوف الأمامية ممكن, في الخلف مثلا لا بأس, الحرم واسع وبإذن الله لا بأس في ذلك، حتى بمقابل مادي». لا يجوز وأوضح عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الشيخ سعد الشثري أنه لا يجوز تخصيص أمكنة في المسجد الحرام لأناس دون أناس «من حضر استحق أن يكون له المكان الذي سبق إليه, وأما أن تحجز الأمكنة للآخرين فهذا نوع من الأمور الممنوعة في الشرع، إذا خرج الإنسان لقضاء حاجة أو نحوها, فلا بأس أن يحجز صاحبه مكانه، لأنه يعلم أنه سيعود إليه قريبا, أما أن تحجز الأمكنة وتهيأ ثم بعد ذلك لا يحضر أصحابها ويكون هناك خلل في الصفوف ومخالفة لما جاءت به الشريعة من وصل الصفوف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله» فمثل هذا من الأمور الممنوعة في الشرع، وليس للإنسان حق في مثل هذا الفعل، كون المرء يتقرب إلى الله جل وعلا بالصلاة في أقرب مكان يجده متاحا له، هذا أولى به أن يحجز مكانا فيضيق على الناس ويضيق عليهم في الأمكنة، ثم يضيق عليهم في الطرقات حتى يصل إلى مكانه، وقد يعجز عنه ويضيق عليهم بأنواع كثيرة من المضايقات, أتيت لبيت الله لكي تكثر حسناتك لا لتكثر سيئاتك». من جانب آخر اعتبر مدير مركز الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة الإسلامية بجامعة أم القرى وعضو جمعية حقوق الإنسان بمكة المكرمة الدكتور محمد السهلي أن ما يفعله بعض الناس، ممن ظاهرهم الصلاح من حجز الأماكن في المسجد الحرام، هو محرم ولا يجوز «ويزداد السوء سوءا بحجز الأماكن بمبالغ مالية ليمكنوا أصحاب الثراء من أداء الصلوات في المسجد الحرام، وصح في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إن بيوت الله في الأرض المساجد» فحجز الأماكن وبيعها في بيوت الله يعد انتهاكا لبيوت الله جل وعلا، فكيف للإنسان أن يبيع ملكا لغيره كما أن في حجز المواقع في بيوت الله اعتداء على حقوق الآخرين». 100 ريال وفيما بات حجز الأماكن في المسجد الحرام من الظواهر السلبية والمزعجة للمصلين خلال شهر رمضان المبارك، طالب عدد من الزوار والمعتمرين والمصلين بوضع حلول عاجلة لحسم هذه الظاهرة. ويبين كل من عمر فريد وسعيد الكناني أنهما في كل عام يلاحظان أن هناك من يقوم بحجز الأماكن والمواقع في المسجد الحرام، وذلك بوضع سجاجيد الصلاة لحين يأتي الشخص الراغب في الحجز، وذلك بمبالغ مالية تصل إلى قرابة 100 ريال «فهذا الأمر يسبب مضايقات كبيرة للمصلين خلال الشهر الكريم والذين يؤدون الفروض وصلاتي التراويح والتهجد في بيت الله العتيق، ونناشد الجهات ذات العلاقة بإيجاد حلول سريعة لأمثال هؤلاء الذين يستغلون بيوت الله في المتاجرة بالمواقع وصفوف المصلين» .