طوى صفحته الرياضية قبل عام تقريبا، وخلع قفازيه الذهبيين مودعا الملاعب.. كانت إنجازاته وأرقامه القياسية التي حصدها طوال مسيرته كافية لتجعل وسائل الإعلام العالمية تتحدث عنه وتتغنى بتجربته كما حدث في الصحف الإيطالية أو موقع «فيفا» بالإضافة إلى الاتحاد الدولي للإحصاء والتاريخ رغم إعلان اعتزاله رسميا.. حارس منتخب المملكة وفريق الهلال السابق محمد الدعيع الذي اتجه لمسار التحليل الرياضي، التقته «شمس» وكشف لها عن آخر مستجدات مهرجان اعتزاله وعلاقته مع سامي الجابر ونصائحه للثنائي أسامة هوساوي وخالد عزيز وذلك في حوار مطول إليكم ما دار فيه. كيف كانت تجربتك مع التحليل الرياضي الذي توجهت إليه بعد الاعتزال؟ لقد كانت تجربة صعبة وممتعة في الوقت نفسه، البداية لم تكن سهلة أبدا، لأني لم اعتد على الظهور في البرامج عندما كنت لاعبا، وتركيزي حينها كان ينصب على أدائي داخل الملعب، ووجدت صعوبة كبيرة في انتقاد زملائي اللاعبين سواء في الهلال أو المنتخب إذا لم يقدموا الأداء المأمول منهم في المباريات، خصوصا أنه لم يمر وقت طويل على اعتزالي. وفي الوقت نفسه أعتقد أن البداية بشكل تدريجي ساعدتني كثيرا حيث كان ظهوري في البرامج الرياضية ثم في الاستديو التحليلي لكأس الخليج وكأس آسيا بقناة لاين سبورت، وتلك العوامل ساعدتني على الظهور بالشكل المناسب في تحليل المباريات المحلية، ولا أخفي المساعدة التي تلقيتها على الصعيد النفسي من المقدمين سليمان المطيويع ومشعل القحطاني في بداياتي.. عموما التجربة كانت ممتعة بالنسبة إلي، وردود الأفعال من قبل الجماهير أسعدتني، وأرحب دائما بملاحظاتهم وانتقاداتهم، وبشكل عام يمكنني أن أصف تجربتي في العام الأول بالناجحة، وبالتأكيد لن أتوقف عند هذا الحد بل سأسعى أن أطور من مهاراتي الفنية واللغوية وإمكانياتي التحليلية بالاطلاع والقراءة والاستفادة من آراء المحللين الكبار. افهم من حديثك أنك ستستمر في التحليل الرياضي ولن تنظر إلى التدريب؟ سألتحق بعد إقامة مهرجان اعتزالي بدورات تدريبية على المستوى الدولي، ولا يزال لدي الرغبة في أن أكون مدرب حراس المرمى، وأريد أن أسخر كامل قدراتي وخبرتي في المجال لصالح أبناء الجيل القادم، ولدي أمنية أسعى لتحقيقها وهي تأسيس أكاديمية لحراس المرمى. أما ما يخص التحليل، لا يوجد أي سبب مقنع يجعلني أتركه، بل سأستمر لأن التحليل الفني للمباريات ليس بتلك المهمة الشاقة، ويمكنني أن أجمع بينه وبين أعمال أخرى. هل اختارت قناة لاين سبورت محمد الدعيع ليكون محللا متخصصا في مباريات الهلال؟ لا، بل محلل رياضي لمباريات الهلال وغيره من الأندية، ولكن لدى القناة وجهة نظر معينة في هذا الجانب، حيث إنها تفضل عند تواجدي لتحليل مباراة أحد أطرافها الهلال أن تحصر علي الأمور الفنية الخاصة به، والضيف الثاني يبدأ في التعليق عن الفريق الآخر، علما أن هذه الطريقة يتم اتباعها مع غالبية محللين القناة، فعندما تكون هنالك مباراة بين الهلال والاتحاد تجد على سبيل المثال سالم السويد يكون مختصا في الجانب الاتحادي، وحين تكون المباراة للنصر يكون حاضرا فهد الهريفي وهكذا. والسبب في ذلك يعود إلى قدرة المحلل على إبداء وجهة نظره الفنية بسهولة لأنه قريب جدا من الفريق ويعرف خفاياه. وأريد أن أوضح للجماهير الرياضية التي تعتبرني منحازا للهلال في تحليلي أنني لا أتعمد ذلك ولكن الأسئلة التي توجه لي من قبل مقدم الاستوديو محصورة على الوضع الهلالي، ما يجعلني مضطرا للإجابة عن أمور تخص النادي الذي قضيت فيه غالبية مشواري الرياضي. ما ردك على من يتهمك بالتطبيل والتلميع لإدارة الهلال لا سيما رئيس النادي؟ لست من هواة المجاملات، ولكن أعطني إدارة أو رئيس ناد مثل الأمير عبدالرحمن بن مساعد «وفى وكفى» ولم يقصر على النادي بشيء وحينها سأعطيه حقه بالكامل من الإنصاف، والأمير عبدالرحمن لا يحتاج إلى الشهرة أو إلى أشخاص يجاملونه كونه في غنى عن ذلك، وبالمناسبة هو لم يترأس النادي إلا من أجل تكوين بيئة كروية في الهلال ومكانة لا تختلف عن أكبر الأندية العالمية، بدليل أن من ضمن أهدافه بناء ملعب خاص وتطوير ملف الاستثمار، ومحاولة إيجاد مصادر دخل إضافية للنادي، بخلاف المكافآت التي يصرفها وتعادل ميزانية أندية كاملة، وصدقني لو وجدت نقصا أو خللا في العمل الإداري الهلالي سأتطرق له لأني أملك الشجاعة لانتقاد الأمور السلبية. هل تحدث معك لاعب بسبب انتقادك له؟ هناك لاعبون يستاؤون من الانتقاد دون أن أذكر أسماءهم، ويتضايقون من توجيه اللوم لهم في حالة الخسارة، وعن نفسي أتكلم معهم بوضوح وأقول إنه من الصعب أن أخدع نفسي والمتابع وأتحدث عن أمور لم تكن متواجدة داخل أرضية الملعب أو «ألف وأدور» على حساب الواقع والمعطيات الواضحة أمامي. لماذا انتقدت خالد عزيز بقسوة في برنامج الجولة على الرغم من الصداقة التي تربطكما؟ عزيز تضايق من انتقادي له بحسب تواصلي معه على الهاتف، وأجد الحق معه في هذه الناحية فقد كنت قاسيا عليه وتأسفت له لأنني خرجت عن الانتقاد الفني، وأعتقد أن عزيز يعلم أن ما ذكرته كان بسبب محبتي له وللهلال في وقت واحد، وأنا على يقين أن الأمير عبدالرحمن سينهي موضوعه أو ظروفه إن كان لديه ظروف ولكن المطلوب منه أن يكون جادا، عزيز لاعب موهوب وأعتبره من أفضل اللاعبين الذين مروا في مركز المحور، وعليه أن يهتم بمستقبله ومصلحته ولن يجد أفضل من الهلال من نواح متعددة كمادة وراحة نفسية ودعم جماهيري وشهرة. هل التقيت به وتحدثت معه بخصوص ظروفه بحكم علاقته بك؟ صدقني منذ أن انقطعت عن الكرة لم التق أي لاعب أو زميل لي في الكرة بسبب ظروفي الخاصة وعملي في التحليل الرياضي ولا أعلم ما بين عزيز والنادي ولكن أنا متأكد لو عزيز جلس مع الأمير عبدالرحمن وتحدث معه بشفافية وجدية لن يخرج من عنده إلا وهو راض وسيعود كما كان وأفضل. ننتقل بالحديث عن حفل اعتزالك الذي لا يزال الحديث متداولا عنه.. حدثنا عن آخر المستجدات؟ الموضوع لدى الأمير عبدالله بن مساعد، وباهتمام ومتابعة من الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وأنا على يقين أنهما يرغبان في إقامته اليوم قبل الغد وأنا كذلك ولكن للأسف «الدنيا ما تجي على الكيف»، وعموما أجد لهما العذر كون الموسم الرياضي الماضي كان شاقا وطويلا، وكما صرح الأمير عبدالرحمن فإن الحفل سيكون مع مطلع السنة الميلادية الجديدة أو قبلها بقليل، والفريق سيتحدد خلال الفترة المقبلة. سامي الجابر رشح لك فريقا تركيا.. ألم تتضايق من ذلك؟ يحق لسامي أن يرشح لي النادي المناسب مثلما رشحت له فريق برشلونة أو ريال مدريد قبل حفل اعتزاله، وسامي يتمنى لي الخير، وترشيحه جاء كون الجالية التركية في المملكة كبيرة لذلك كان اختياره مبنيا على نظرة جماهيرية، وشخصيا لا يهمني سوى جماهير المملكة بشكل عام والهلال بشكل خاص، لأنهم قادرون على ملء المدرجات، ولو خيروني بين ملعب تكون جماهير الهلال قد غطت نصفه، أو امتلاء المدرجات بجماهير غير هلالية حتما سأفضل الخيار الأول، وبخصوص الشق الثاني من سؤالك بصراحة «طفشت» من كثرة سؤالي عن علاقتي بسامي، لدرجة أن البعض أعادوا الحديث عن قضية مر عليها ثلاثة أعوام من أجل أن يختلقوا المشكلات بيني وبينه، وأحب أن أؤكد للجميع مرة أخرى أن سامي صديقي ومن أقرب الناس لي. أليس صحيحا أن رغبتك هي حضور فريق برشلونة حفل اعتزالك؟ أنا أريد برشلونة أو تشلسي أو ريال مدريد، ولكن لن أشترط ذلك على الأمير عبدالله والأمير عبدالرحمن فكما يقال في الأمثال «ما على الكريم تشرط». لماذا استشرت الأميرين عبدالله وعبدالرحمن في فكرة الاعتزال المشترك مع فهد الهريفي؟ لأنهما طرفا حفل اعتزالي ومن حقهما أن يعرفا كل شيء، وطرحت الموضوع عليهما، بعد اجتماع دار بيني وبين الهريفي والشخصية صاحبة المبادرة، وعلى ضوئها نقلا لي أن المبادرة جيدة ولكنها لن ترضي جماهير الهلال والنصر ولن تسجل نجاحا بسبب الحساسية بين الفريقين، وبرغم ذلك أنا لم أعط موافقة على الموضوع كوني فقط استمعت للفكرة ونقلتها، كما أنني لو وافقت على إقامة الحفل المشترك فالمستفيد الأكبر هو الهريفي؛ لكونه معتزلا منذ عشرة أعوام. هل تواصلت مع أسامة هوساوي بخصوص طلبه الرحيل من الهلال؟ أسامة لاعب كبير ولكن أنصحه بأن يبقى في الهلال فليس هناك أفضل من الهلال، والفريق الذي تقدم له بعرض بحسب ما سمعت يلعب في الدوري البلجيكي وأنا أقول لا تهدم نجوميتك بالتواجد في فريق ودوري متواضع، فاللاعب الذي لديه طموح حقيقي للاحتراف الخارجي يجب أن يكون طموحه عاليا وليس اللعب في دوريات متواضعة. كيف وجدت تعاقدات إدارة الهلال الأخيرة؟ ناجحة ومميزة، وهذا ما كنت أطالب به منذ أيام الرئيس الأمير محمد بن فيصل، لأن ياسر أنهك بسبب الاعتماد عليه بشكل كبير، لذا وجود لاعبين أجانب مميزين في الهجوم سينهي معاناة الهلال مع التهديف وسيعيد توهج ياسر لأنه افتقد المنافس. وأنا حين كنت لاعبا كنت أجد صعوبة في مضاعفة جهدي لأنني لم أجد منافسا حقيقيا لي في المنتخب والهلال، ولكن تعاقدات إدارة الهلال في استطاعتي تسميتها ضربة «معلم» وسيرى جمهور الهلال الفريق الموسم المقبل وهو لافت للأنظار تهديفيا. ما رأيك في تشكيلة المنتخب الأخيرة؟ مقنعة إلى حد ما، وأعتبر عودة محمد نور وحسن العتيبي للمنتخب أمرا إيجابيا كون سياسة بناء جيل، وتصعيد لاعبين، وغيرها من أحاديث لن تجدي نفعا، والأفضل أن تمزج بين لاعبين شباب ولاعبين خبرة كما حدث في جيلنا عام 1994، 1996، 2000، فالخبرة ووجود لاعبين كبار تدعم اللاعب الصاعد. أخيرا.. ما الدافع وراء دخولك الفيس بوك، والتويتر؟ العديد من الجماهير الرياضية والزملاء والأصدقاء دفعوني لذلك للتواصل معهم. وحقيقة أجده ممتعا؛ لأنه عوضنا عن التقصير معهم من خلال وسائل الاتصال .