في السابق لم يكن العالم الغربي يعلم الكثير عن مجتمعاتنا الشرقية إلا ما يرده من الإعلام الذي قد يحمل الكثير من المبالغات المغلوطة أو من خلال الكتب المترجمة أو بعض دراسات المستشرقين. أما الآن وبعد أن أصبح العالم يعيش في قرية صغيرة من خلال التكنولوجيا فأصبح من السهل عليهم معرفة بعض سمات حياتنا العربية. أيضا برنامج الابتعاث الخارجي الذي فتح الفرص للعديد من الشابات والشباب للاطلاع على ثقافة الغرب، كما سمح لتلك الثقافة بملامسة بعض الملامح الحقيقية لحياتنا الشرق أوسطية والتي تختلف عنهم جملة وتفصيلا. أذكر أن أحدهم سألني في إحدى المرات لماذا المرأة السعودية حينما تتحدث مع الرجل تتحدث بصوت غير مسموع وتتحاشى النظر إليه مما يزعج المتحدث معها، بينما الرجل يميل إلى الغلظة والتحدث بصوت عال وثقة مصطنعة، مع أنه لاحظ من عدة نماذج أن الطالبات أجدر دراسيا من الطلاب السعوديين. وأن هذا الفرق الواضح الملحوظ على حد قوله يثير علامة استفهام كبيرة حول هذا التناقض الثقافي بين الجنسين. ولا أخفيكم سرا فقد حاولت جاهدة أن أقنعه أن ذلك جزء من حيائنا الإسلامي، بينما الواقع غير ذلك تماما فالحياء الذي حثنا عليه ديننا الحنيف يختلف عن الخجل. فالحياء محمود والخجل مذموم إذا لم يكن له حاجة. الحقيقة التي لا نكاد نصدقها أن هناك فرقا بين تربيتنا لأبنائنا الذكور عن الإناث، ولأننا تعودنا ألا نبصر أخطاءنا التي لا نؤمن حتى بالاعتراف بها، فقد كانت المواجهة من الخارج حينما كان الاحتكاك المباشر مع الثقافات الأخرى، ألم يسأل أحدنا نفسه لماذا أكثر الأخطاء التي تصدر وتنشر في الصحف والأخبار الدولية هي لأبنائنا الذكور؟ لماذا لم يشعر الطالب بحجم الخطأ الذي أقدم عليه في الطائرة ولم يحترم قوانين وأنظمة المكان الذي يعيش به؟ هل لأنه ولد؟ هل لأن ثقافتنا تقبل ولا تمانع لو ارتكب الخطأ مرارا وتكرارا؟ هل لأن ثقافتنا تؤمن بأن مصدر الخطأ والعار الوحيد هو المرأة مما أكسبها حصانة وأدبا عن ارتكاب الأخطاء محليا ودوليا؟