دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع العلماء وأهل الرأي في كافة الدول الإسلامية إلى وضع برنامج عمل إسلامي لعلاج مشكلات الأمة وتحصين شعوبها ضد أخطار الغزو من الخارج وتداعيات الجهل في الداخل، مؤكدا أن المملكة لن تحيد أو تميل عن شرف خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن من الحجاج والزوار والمعتمرين والتمسك بكتابه الكريم وسنة نبيه المشرفة شريعة ودستورا. وقال في كلمته التي ألقاها نيابة عنه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل في افتتاح مؤتمر «العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول» الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي في قاعة المؤتمرات بالرابطة بمكةالمكرمة أمس، إن المملكة أدركت أهمية حماية المجتمع المسلم من الجنوح عن الأصالة الإسلامية والتأثر بالتحولات العالمية التي برزت معها آفة الإرهاب وآلته الضالة المدمرة، فتصدت له بكل العزم والحسم وعالجته بوسطية الإسلام وفككت خلاياه ودحرت الفئة الضالة العاملة عليه وكشفت شذوذها الفكري. وأوضح خادم الحرمين الشريفين أن النظرة الفاحصة المدققة لما يجري الآن من أحداث في بعض البلاد الإسلامية وما يهدد باستهداف بعضها الآخر، تؤكد الحاجة الماسة إلى جهود العلماء والدعاة وقادة الفكر السديد في عالمنا الإسلامي. وجاء في نص الكلمة «أحيي جمعكم الكريم وأرحب بضيوفنا الأفاضل من علماء الأمة الإسلامية ودعاتها ومفكريها على هذه البقعة المباركة التي اختارها المولى جل وعلا مهبطا للوحي الأمين على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله، صلوات الله وسلامه عليه، بآخر الرسالات السماوية لتكون للبشرية منهجا قويما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ونبراسا هاديا للإنسان إلى خير الدنيا والآخرة لا يزيغ عنه إلا هالك ونحمده جل ثناؤه، أن شرف أهل هذه البلاد بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن من الحجاج والزوار والمعتمرين، وهدانا إلى التمسك بكتابه الكريم وسنة نبيه المشرفة شريعة ودستورا لا نحيد عنه ولا نميل، ووفقنا إلى العمل على تحقيق الأخوة والتضامن بين المسلمين ومتابعة قضاياهم والاهتمام بالمشكلات التي تواجههم يقينا بأن في الإسلام لكل مشكلة حلا وفي شريعته الغراء لكل معضلة علاجا مصداقا، وفي هذا السياق وإعمالا للمهمة الجليلة للعلماء ورثة الأنبياء كما جاء في الحديث الشريف فإنكم تجتمعون اليوم على أمر جلل لبحث المشكلات المستجدة ومدارسة مجريات الأحداث في بعض أرجاء عالمنا الإسلامي لاستنباط الحلول الناجعة لها من واقع شريعتنا الإسلامية الغراء القائمة على منهج الوسطية والاعتدال، وإنها لمسؤولية جسيمة وأنتم لها أهل وكفء بإذن الله، تواجهون فيها محاولات تفريق الشعوب الإسلامية وتفكيك وحدة الأمة ورفع شعارات الطائفية والمذهبية». وأضاف خادم الحرمين الشريفين «نظرا لمخرجات عصر العولمة وما صاحبه من التطورات والتحولات العالمية السريعة التي ضربت كل الأرجاء، فقد أدركت المملكة العربية السعودية أهمية حماية المجتمع المسلم من الجنوح عن الأصالة الإسلامية والتأثر بتلك التحولات العالمية التي برزت معها آفة الإرهاب وآلته الضالة المدمرة فتصدت له المملكة بكل العزم والحسم وعالجته بوسطية الإسلام وفككت خلاياه ودحرت الفئة الضالة العاملة عليه وكشفت شذوذها الفكري، فحققت بعون الله وتوفيقه الأمن والأمان للوطن والمواطنين والمقيمين وضيوف الرحمن». وأكد «إن النظرة الفاحصة المدققة لما يجري الآن من أحداث في بعض البلاد الإسلامية وما يهدد باستهداف بعضها الآخر تؤكد الحاجة الماسة إلى جهودكم معاشر العلماء والدعاة وقادة الفكر السديد في عالمنا الإسلامي، ذلك أن المرجعية الغالبة لتلك الأحداث إنما تتمثل في الجهل بصحيح الدين الإسلامي وبتحقيق الإصلاح وتقديم الحلول الناجحة لكافة المشكلات، ومن أجل ذلك توالت دعوتنا إلى تضافر جهود العلماء الراسخين في العلم مع جهود المؤسسات الرسمية في الدول الإسلامية لعلاج مشكلات الأمة وإصلاح أحوالها، واليوم نهتبل فرصة هذا الجمع الكريم لهذه النخبة المباركة لنجدد الدعوة إلى تحقيق هذا الهدف الجليل من خلال عدة آليات نرى في مقدمتها أولا: علاج مشكلة الجهل بالإسلام من خلال بالتعريف بصحيح منهجه لاسيما للأجيال الشابة والتي نراها اليوم أحوج ما تكون إلى فهم مقاصد الدين والأخذ بمبادئه السامية، ثانيا: تطبيق وسطية الإسلام العظيمة في كافة مجالات الحياة، ثالثا: وضع الآليات العملية الكفيلة بتحقيق وحدة الصف الإسلامي ونبذ الفرقة وما يؤدي إليها من دعوات طائفية مغرضة وتوجهات حزبية ضيقة وتشتت صفوف المسلمين وتعبث بوحدة الأمة، رابعا: تفعيل العمل المشترك والتواصل بين قادة الأمة وعلمائها وأهل الرأي فيها والتعاون في علاج المشكلات وتحقيق الإصلاح بالرؤى والحلول الإسلامية». وتابع خادم الحرمين الشريفين في كلمته «أيها الإخوة إننا ندعو من خلال مؤتمركم الموقر أن تقوم رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع العلماء وأهل الرأي في كافة الدول الإسلامية بوضع برنامج عمل إسلامي لعلاج مشكلات الأمة وتحصين شعوبها ضد أخطار الغزو من الخارج وتداعيات الجهل في الداخل، ودعم أواصر الوحدة الإسلامية يعتمد الحوار الموضوعي بين الشعوب المسلمة وقياداتها ويتبنى برنامجا فاعلا للتثقيف والتوعية بما في الإسلام من حلول للتحديات والمشكلات المستجدة ويركز على أسباب تحقيق وحدة الأمة والتكامل والتضامن بين شعوبها ويحذر من مخاطر الفرقة على كيانها ويعمل على تفعيل الإصلاح والتنمية على أسس صحيح الإسلام ويحمي الأجيال الشابة من الجنوح نحو الإفراط أو التفريط بأصول الدين وحقوق أوطانهم، وأسأل المولى جل وعلا أن يوفقكم ويسدد خطاكم لما يحب ويرضى وأن ينفع بجهودكم أمتنا الإسلامية». وتسلم الأمير خالد الفيصل درعا تذكارية بهذه المناسبة من الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي. حضر الحفل، وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور صالح بن حميد، وعدد من العلماء والمسؤولين