واصل البلجيكي إيريك جيريتس المدرب السابق لفريق الهلال الأول لكرة القدم عمله مع النادي ولكن بصفة غير رسمية بعد أن بات أشبه بمستشار فني خفي يرشد الهلال على أبرز اللاعبين البارزين الذين يدربهم في صفوف المنتخب المغربي، حيث لعب دورا بارزا في عملية التعاقد مع عادل هرماش، قبل أن ينصح الهلاليين بالتعاقد مع مواطنه يوسف العربي، في تصرفات تعكس عمق العلاقة بين الطرفين، حتى وإن لم تتخذ صفة الرسمية. وبات الهلال قريبا من ضم العربي الملقب ب«رونالدو المغرب» بعد أن وصلت المفاوضات إلى مراحل متقدمة جدا، وكادت تنهار قبل ذلك، عقب إصرار ناديه الفرنسي «كان» على رفع قيمة الصفقة ومحاولته استغلال حاجة الفريق للاعب بكل الطرق الممكنة. وجاء تصرف المفاوض الهلالي مع النادي الفرنسي ذكيا، بإعلانه إيقاف الصفقة ورفض دفع ثمانية ملايين يورو في اللاعب، قائلا في نهاية حديثه إن الهلال لم ينسحب من الصفقة لعدم رغبته في ضم العربي، ولكن لأنه لا يريد أن يتم استغفاله بإجباره على دفع مبلغ يفوق قيمة اللاعب الفعلية. ونجحت ورقة الضغط التي انتهجها الهلال في معاودة إدارة «كان» الاتصال مع المفاوض ملبية رغبته في تخفيض قيمة العقد، ما جعل موقف الهلال الأقوى في هذا الجانب، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن ضم اللاعب رسميا إلى صفوف الهلال خلال اليومين المقبلين مقابل مبلغ يتراوح ما بين ستة أو سبعة ملايين يورو. ويعد العربي «24 عاما» الذي يلعب في مركز الهجوم واحدا من أبرز المواهب المغربية التي لفتت الأنظار نظير ما يتمتع به من قدرات فنية عالية، ويتميز بقدرته على التصرف المناسب عند انخفاض مستوى لاعبي الوسط نظير المهارات الفردية العالية التي يملكها وتؤهله إلى العودة لتسلم الكرة وصناعته الفرصة بنفسه. وأبدى الاتحاد الفرنسي لكرة القدم في وقت سابق رغبته في تجنيس العربي كما يفعل مع عدد كبير من لاعبي شمال إفريقيا، إلا أن الأخير رفض تلك الفكرة، وشدد على أنه يريد تمثيل «أسود الأطلسي» على الرغم من إلحاح الفرنسيين عليه وإعطائه ضمانات بأن يكون لاعبا أساسيا في تشكيلة المنتخب الأول. ولفت العربي أنظار الأندية الأوروبية منذ فترة طويلة، حيث سبق أن تقدم نادي روما الإيطالي بعرض لضمه مقابل ستة ملايين يورو، قبل أن يقوم نادي سيسكا موسكو الروسي بنفس الطلب دون الكشف عن القيمة المالية للصفقة، بيد أن اللاعب كانت لديه وجهة نظر حول تلك الأمور، بتأكيده على أنه يريد البقاء مع كان حتى يكتسب المزيد من الخبرة التي ستساعده مستقبلا على النجاح في التجارب الاحترافية الكبرى. ولعب الدولي المغربي دورا بارزا في صعود فريقه كان إلى مصاف أندية الدرجة الممتازة الموسم الماضي بتسجيله 11 هدفا، قبل أن يواصل تألقه في العام الذي يليه لافتا الأنظار حوله، خصوصا بعد أن أصبح تألقه أمام الفرق الفرنسية الكبرى أمرا اعتياديا، حيث أسهم في إسقاط مارسيليا بصناعته هدفا وتسجيله الهدف الثاني في المباراة التي انتهت لصالح فريقه بهدفين مقابل هدف واحد. وتم اختيار العربي أفضل مهاجم في الدور الأول من الدوري الفرنسي متفوقا على أسماء بارزة في المركز، وذلك على الرغم من أن مشاركته في دوري الدرجة الممتازة قد جاءت للمرة الأولى. وبدأ العربي مشواره مع كان في موسم 2008/2009 ولكن بدايته لم تكن بالشكل المطلوب، حيث شارك في ثلاث مباريات فقط، قبل أن يتألق في الموسم الذي يليه وشارك في كل المباريات، وفي الموسم الماضي لعب المغربي 38 مباراة مسجلا 28 هدفا في المواسم الثلاثة، في حين شارك مع المنتخب المغربي في خمس مباريات ولم يسجل أي هدف، علما أن استدعاءه لتشكيلة منتخب بلاده لم تأت إلا في التصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولة كأس الأمم 2012، وعلى يد مدرب الهلال السابق إيريك جيريتس .