الإحصاءات الأخيرة التي تظهر من كل مكان، من جهات رسمية وغير رسمية، لترتب الفرق الأكثر «حضورا» في المدرجات خلال الموسم الرياضي الماضي، ستجد في كل الأحوال جدلا لن ينتهي أيا كان اسم الفريق الأكثر حضورا، فجمهور النصر يحتج حاليا على هذه الإحصاءات ويراها استنقاصا من مكانته وأيضا مواصلة لمحاولات التقليل من شعبية الفريق وعدد جمهوره، فجمهور النصر لا تزال ذاكرته تحتفظ جيدا برقم الحضور الجماهيري في مباراة النصر والاتحاد في الدور الأول من الدوري عندما تفاجؤوا بأن الملعب الذي يتسع لخمسة وثلاثين ألف متفرج وغطت مدرجاته جماهيريا بما نسبته 90 % على حد أقل، لم يكن عدد الحاضرين سوى ما يزيد على 14 ألفا بقليل، وهذا بخلاف أرقام الحضور في مباريات النصر والفتح على الملعب نفسه. مع العلم أن حضور جمهور النصر في بعض المباريات خارج أرضه تجاوز حضور الأندية أصحاب الأرض، فعلى سبيل المثال حضوره في مباريات جميع فرق القصيم، والذي تصدر اثنان منهما الأفضل حضورا، جمهور النصر له فضل في ذلك الترتيب، وكذلك حضوره عزز أرقام بعض أندية الشرقية مثل الاتفاق، وعزز من الحضور الجماهيري في مواجهة فرق جدة وقاسمهم المدرجات. كل تلك الإحصاءات التي يقال إنها مبنية على الأرقام المعلنة في المدرجات، على الرغم من تفشي ظاهرة الدخول المجاني للملاعب ووعد المسؤولين بإيجاد الحلول لمنعها وحفظ حقوق الأندية المادية والجماهيرية، لن تغير من جماهيرية النصر بتاتا، مهما حاول البعض إيهام المتابع بمصداقية استفتاء زغبي الشهير، فجمهور النصر ومهما غضب من تلك الأرقام والترتيب، هو يدرك تماما أن حضوره «على أرضه» كان مخجلا في الكثير من مباريات الموسم الجاري في مختلف المسابقات المحلية والخارجية، ولا يقارن بنصف أرقام الحضور للمواسم الأربعة الماضية، وهو تعبير عن عدم الرضا والغضب الشديد على سوء مستوى الفريق وتراجعه المستمر وفشل العمل الإداري هذا الموسم، وأشار الكثيرون إلى ذلك مبكرا قبل خروج نتائج الإحصاءات، وربما يستمر هذا التراجع ما لم يشاهد الجمهور تصحيحا فنيا حقيقيا يقود الفريق للمنافسة على البطولات.