هذا الأسبوع سأتكلم عن الاستخدام الشخصي لأموال المشروع كأحد أسباب فشل المشاريع الصغيرة. عند مناقشة هذه النقطة مع رواد ورائدات الأعمال، يرد بعضهم بقول «الاثنين في النهاية حلالي». ولتأكيد هذه المقولة توضع أموال المشروع والأموال الشخصية التي تأتي من راتب شهري أو ادخار سابق في حساب بنكي واحد ويتم الصرف منه حسب احتياجات المشروع والاحتياجات الشخصية. مع الوقت تستنزف الاحتياجات الشخصية رأس المال كونها صغيرة في حجمها لا يحس بها في وقتها ولكنها مستمرة ومتراكمة تستنزف أموال المشروع بشكل صامت. وقبل أن أرد على هذه المقولة أقول إن جهات التمويل عندما تحدد مبلغا معينا لمشروع فإنها تضع في الحسبان أسعار المعدات والمواد الخام والإيجارات الأمر الذي يساعد الرواد على تأسيس المشروع. أي إخلال في صرف مبلغ التمويل في غير وجهته التي حددتها جهة التمويل يعرض المشروع للفشل قبل أن يبدأ ويدخل الرواد والرائدات في دوامة تسديد القرض بمشروع لم يكتمل بناؤه أو متعثر في أحسن الحالات.. قد يقول قائل ماذا لو كان رأس المال متوفرا بالكامل دون الحاجة لقرض؟ أقول: إنه ما إن تقرر استثمار مبلغ في مشروع تجاري فإنه لم يعد ملكا لك وإنما ملك للمشروع ينطبق عليه ما ينطبق على القرض.. قد يقول قائل آخر لقد وضعت نظاما محاسبيا دقيقا أعرف بموجبه كم صرفت على المشروع وعلى أموري الشخصية. أقول له إن المتطلبات اليومية قد تجعلك تستخدم بعضا من أموال المشروع الآن على أن ترده لاحقا، وهنا تبدأ الأمور المالية بالتداخل ويتفاقم هذا التداخل مع الوقت ويتفاقم معه الضغط النفسي. ولهذا فإن مقولة «الاثنين حلالي» مقولة تحمل في طياتها خطورة فشل المشروع. الأسلم لمشروعك أن تؤمن أن ما ينتجه من صافي ربح هو حلالك تستطيع أن تضمه لما لديك من مدخرات خاصة. أما رأسمال المشروع فهو دين عليك اقترضته أو أخرجته من مدخراتك الشخصية يجب تسديده. * استشاري في الأعمال الصغيرة والمتوسطة والشركات العائلية