أعلن الرئيس السوداني المشير عمر حسن البشير، أمس، أنه لن يشارك في محادثات سلام خارجية لحل صراعات داخلية مثل العنف في ولاية جنوب كردفان بعد انفصال جنوب البلاد، غدا. لكنه أشار إلى أنه سيتوجه إلى جنوب السودان للتهنئة بالدولة الجديدة وليعبر عن أمنياته بالأمن والاستقرار. وأكد البشير في ولاية النيل الأبيض بوسط السودان خلال كلمة بثها التليفزيون أنه يتطلع إلى علاقات ودية مع خصمه السابق في الحرب الأهلية، لكن على كلتا الدولتين عدم التدخل في الشؤون الداخلية للأخرى. وأضاف أن الشمال منح الجنوب دولة كاملة غنية بالنفط، وأنه لن يوقع المزيد من الاتفاقات الدولية بعد أن يوقع اتفاقا للسلام مع مجموعة صغيرة في إقليم دارفور بغرب البلاد. ومن بين القضايا الملحة التي يجب على الشمال والجنوب الاتفاق عليها كيفية تقسيم عائدات النفط عصب الحياة لاقتصاديهما فضلا عن الأصول الأخرى والديون الخارجية وترسيم الحدود. وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أن وفدا رسميا رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الوزراء الدكتور يحيى الجمل سيشارك في احتفالات جنوب السودان بإعلان قيام دولته المستقلة، وأن الوفد يضم وزير الخارجية محمد العرابي ووزير الكهرباء الدكتور حسن يونس. وأوضح مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون السودان السفير محمد مرسي أن مصر ستكون ثاني دولة في العالم تعترف بالدولة الجديدة في جنوب السودان وذلك في إطار الحرص المصري على دعم دولة الجنوب التي تعتبر عمقا استراتيجيا لمصر وأنه سيتم تحويل القنصلية المصرية في جوبا إلى سفارة. ويصل الخرطوم، اليوم، رئيس جمهورية جنوب إفريقيا جاكوب زوما في زيارة للسودان على رأس وفد رفيع، يجري خلالها مباحثات مع الرئيس البشير تتعلق بالعلاقات الثنائية، وبحث مسار حل القضايا العالقة بشأن تنفيذ اتفاق السلام الشامل، إلى جانب توقيع اتفاقات ثنائية. وسيتوجه زوما، غدا، إلى جوبا مقر حكومة جنوب السودان لحضور احتفالات إعلان الانفصال. كما يصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في زيارة تستغرق يوما واحدا لإجراء مباحثات مع المسؤولين السودانيين حول القضايا العالقة بين الشمال والجنوب تتركز على سير تنفيذ اتفاق السلام الشامل والقضايا محل الخلاف والنزاع حول أبيي، حسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية «سونا». وأضافت الوكالة أن كي مون سيتوجه بعد ذلك إلى عاصمة الجنوبجوبا للمشاركة في إعلان قيام الدولة الوليدة، بعد أن صوت نحو 99 % على خيار الانفصال في استفتاء تقرير المصير، يناير الماضي، بموجب اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب. وفي القاهرة أكدت جامعة الدول العربية في بيان دعمها للمفاوضات المرتقبة بين شمال السودان وجنوبه لتسوية المسائل المعلقة بينهما. ويأتي هذا التأكيد فيما أعلنت الجامعة مشاركتها في فعاليات الإعلان عن انفصال جنوب السودان، تلبية لدعوة وجهها رئيس حكومة جنوب السودان سيلفا كير إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي الذي كلف مساعده لشؤون الإعلام محمد الخمليشي بتمثيله في هذا الحدث. وكان الخمليشي توجه فى ساعة مبكرة، صباح أمس، إلى جوبا لحضور الاحتفال بإعلان دولة جنوب السودان وإبلاغ المسؤولين هناك أن الجامعة ستولي في المرحلة المقبلة كل الاهتمام لجهود التنمية في شمال وجنوب السودان، بحسب البيان .