تسلم وزير الخارجية المصري السابق الدكتور نبيل العربي، أمس الأول، رئاسة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خلفا لمواطنه الأمين العام السابق عمرو موسى الذي أعلن نيته الترشح لانتخابات الرئاسة في مصر. واختير العربي لهذا المنصب في اجتماع استثنائي للمجلس الوزاري للجامعة، منتصف مايو الماضي. ويعد العربي الأمين العام السابع للجامعة العربية منذ تأسيسها عام 1945. وتوالى على المنصب قبله عبدالرحمن عزام خلال الفترة 1945 - 1952 وعبدالخالق حسونة 1952 - 1971 ومحمود رياض 1971 - 1979 والشاذلي القليبي 1979 - 1990 وعصمت عبدالمجيد 1991 -2001 ثم عمرو موسى 2001 - 2011. وذكرت الجامعة العربية في بيان أن العربي بدأ مباشرة مهام منصبه الجديد باجتماع عقده، أمس، مع الأمناء العامين المساعدين ومستشاري الأمين العام لبحث أولويات عمل الأمانة العامة بكافة قطاعاتها وأجهزتها. وأكد العربي أن القضية الفلسطينية سيكون لها الأولوية من بين الدول الأعضاء وبرامج الجامعة العربية خلال المرحلة المقبلة. وفي حوار مع صحيفة «الأهرام» المصرية نشرته أمس، قال العربي: «لدى جميع الفلسطينيين على جميع طوائفهم وفصائلهم نية صادقة وإرادة حقيقية لنبذ وإنهاء الانقسام والمطلوب هو التوقف عن المحاولات العقيمة التي يقوم بها المجتمع الدولي من أجل إدارة النزاع». وبينما أكد العربي أنه ليس من المؤمنين بنظرية المؤامرة، إلا أنه رأى أن «هناك تقاعسا واضحا من جانب المجتمع الدولي خاصة أمريكا والدول ذات الثقل على السياسة العالمية، وهناك تراخ عن أداء دورها تجاه الفلسطينيين وحقوقهم». وبالنسبة للوضع في ليبيا، قال العربي: «الجامعة العربية ليست دولة ولكنها مؤسسة إقليمية تضم 22 دولة وقراراتها ستتخذ على مستوى ال22 دولة». وفي الشأن السوري، قال: «استقرار سورية جزء من الأمن القومي العربي ونتمنى أن تقدم الحكومة السورية مبادرة وحوارا حقيقيا من أجل إقرار مطالب الشعب السوري في الإصلاح والديمقراطية والتغيير. وأن يبدأ تنفيذها فورا وضمن جدول زمني تلبية لمطالب الثورة الشعبية». وعن التعامل مع إيران في الفترة المقبلة خاصة أن هناك الكثير من المخاوف من بسط النفوذ الإيراني على المنطقة، أوضح العربي أن «أمن دول الخليج من أمن كل الدول العربية ويجب أن نعمل جميعا كدول عربية لتسوية جميع النزاعات والمشكلات. ولن نسمح كجامعة عربية بأي تهديد من أي دولة لأخرى، وأعتقد أن الدول العربية مقبلة على مرحلة حاسمة في تاريخها». على صعيد آخر، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية أن الأمين العام الجديد للجامعة العربية سيزور الجزائر في إطار جولة عربية شاملة عقب تسلم مهام عمله أمينا عاما للجامعة العربية لبحث سبل تفعيل العمل العربي المشترك في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها الدول العربية والتحولات الكبيرة التي تشهدها العديد من دول المنطقة، وكذلك بحث الأخطار التي أصبحت تحدق بالعالم العربي. وأعرب سفير مصر الجديد لدى الجزائر عز الدين فهمي عن أمله في تكلل مهمته بالجزائر بالنجاح، وقال: «فيما يتعلق بالأولوية، فإنه من المقرر أن يتم تنسيق الجهود أمام التحديات الكبيرة التي تواجه البلدين والتي تتطلب التكاتف ووضع كل شيء على مائدة الحوار، حيث إن كل شيء قابل للتفاوض الذي سيعود في النهاية لصالح البلدين والمنطقة العربية والاستقرار. وأشار إلى أن المنطقة العربية تشهد حاليا تطورات سريعة جدا ولابد من وجود رؤية وتبادل المعلومات وزيادة التنسيق والتقييمات من منطلق أننا جميعا شعوب عربية وفي منطقة واحدة» .