في جدة وحدها تنقلب الأمثال الشعبية رأسا على عقب وفي مناسبة واحدة فقط تلفظ شوارعها الهدوء وتتحول إلى رقص وصخب في العروس وحدها زامر الحي يطرب ويطرب معاكسا اتجاه المألوف.. يحاول بعض من سكان جدة ومن المسكونين بحب الاتحاد والأهلي أن يجدوا لفظا أجدى من الديربي ليس لقوة المنافسة ولكن يريدون في عام 2011 وما بعده أن يعلنوا الانفصال عن الرتم التقليدي للمنافسة!! الذي لا نرى منه سوى التصريحات والفقاعات وثمة مراهقون يتوارون خلف الشعارات ويبحثون في الإنترنت للحصول على أهازيج شعبية كي يركبوها على أنديتهم، أما في جدة فالتنافس مختلف لأنني أجزم أن نسخة مشابهة من عشق الكرة قد وصل منذ عشرات السنين من بلاد السامبا إلى جدة وثقافة وله وولع بالحب الكروي قد انتقلت من شياطين أوروبا لتعلن إقامة جبرية في حي الصحافة حيث الاتحاد وفي شارع التحلية قرب الأهلي. في ديربي الغربية فقط يبدأ النهائي قبل إقامته حيث تبدأ ثورة العشق لتلامس الحياة اليومية.. الليلة في جدة يؤجل كل شيء أيا كانت أهميته.. الموت وحده فقط من يسجل في قاموس الجداويين لا قدر الله في نهائي هو الأول بعد أربع سنوات.. بمذاق خاص وبطعم سيظل سائغا للشاربين حتى يبدأ الموسم الجديد.. من تخلف عن ركب الليلة لا يعلم أن لذة الانتصار الليلة ذات طعم طويل يظل حتى يبدأ موسم جديد في ظل انتهاء الموسم.. وتحت مظلة آمال مختلطة بالآلام لمسيرة الأخضر من حصل على بطولات باكرة أو ساترة لا يعلم أن الليلة هي الأغلى والأحلى والأسمى والأجلى في سماء البطولات. من حاول أن يرمي بالفشل وأن يسقط الخذلان على موسم مرهق لم يعرف جيدا أن العبرة بالخواتيم وأن من انتصر في النهاية وفي آخر الرمق هو من يجيد العزف على الوتر الفني والتكتيكي جيدا وهذه هي لعبة الكبار.. لن أطيل الليلة يدخل الاتحاد وهو يحمل هم ملايين ممن راهنوا على فوزه وعلى انتصاره وعلى محافظته على اللقب عين نور ورفاقه إحداها على المدرج والأخرى على شباك القلعة ووراءهم لاهثون خلف كرسي الرئاسة وآخرون يصطادون في ماء صاف ليس عكرا هذه المرة لأن الأمور في الاتحاد أصبحت جلية بعد أن ظل النمور يرفعون الرؤوس ولا يرضون بغير رفع الأيدي بجانبها. أما الأهلي فقد أوصى فيكتور والحوسني وتيسير ومسعد بخطة سرية لقلب الموازين وبسحر أخطاء الدفاع لاجئين إلى ضربة حظ قد تسقط عليهم وتنقذهم من جمهور عطش كثيرا كي ينال بطولة لأن الكؤوس القديمة قد ملت من انتظار قدوم ضيف ليؤنس وحدتها. الخارجون من البطولة...عذرا لهم لم يفلحوا في فك رموز بطولات خاصة.. لديهم فرصة في اقتناص بطولات صيفية أو سياحية أو تنشيطية وأوروبا فتحت ذراعيها عبر فرق الدرجات الثانية والثالثة لمن عسكر بجانبهم فالبطولات متاحة ولا أعلم هل سيضيفها الاتحاد الدولي للإحصاء أم سيسجلها مؤرخو النادي أو العاملون في شؤونه الإدارية.