هذه المعادلة لم تكن خاطئة، ولم تصب بهوس آخر العام الدراسي بتاتا، إنما ظهرت صحيحة بشكل «قذر جدا» في فيلم للمخرج الكندي دني فيلنوف في فيلمه الأخير الذي يحمل عنوان «حرائق» والذي يسرد أحداثة أثناء الحرب الأهلية في لبنان حيث «نوال» الفتاة اللبنانية التي تعشق فتى وتنجب منه ابنا يوضع في ميتم للأطفال بعد وشم رجله للتعرف عليه فيما بعد، ثم تغترب عن الديار هربا من العار، تتعرض لعدة أمور وترى الجثث والقتل أمامها، تنتقم من عضو سياسي بقتله تسجن على أثر ذلك وتغتصب في السجن السياسي ثم تنجب توأما، تمر السنوات ويكبر التوأمان أمام عينها وهي الأم الصامتة لأنها تدرك «حقيقة قذرة لا تستطيع التحدث عنها». توصي بعد ذلك الابن والبنت بأن يجدا أباهما وأخاهما الأسبق، يعودان لموطن «نوال» ويتعرفان على كثير من الأمور أبشعها أن أخاهم هو نفسه مغتصب الأم في السجن، وهو نفسه أبوهم! أدرك الآن أن الكثير سوف يعيد قراءة آخر جملة بالأعلى، ومن كان ينوي مشاهدة هذا الفيلم تخلى عن هذه النية بسبب الصدمة الدرامية التي أحس بغرابة النهاية على الفطرة البشرية، لكن هذا ما يعنيه 1+1 = 1، الذي أرغب في قوله هنا: هو أنه على ما صور لنا في أفلام الغرب أنفسهم عن الانحطاط الأخلاقي إلا أن أحدهم لم يظهر بهذه الفكرة الحقيرة قط، وظهر بها إخوتنا العرب وهم يفتخرون لأن فيلمهم مرشح لجائزة الأوسكار! فخر دناءة الفكرة وقذارتها! أم فخر أننا السابقون الأولون دوما في كل ما هو ساقط؟! دعونا نتوقف عن تشويه صورة العرب بأنفسنا أولا، حتى لا يتمكن غير العرب من الجرأة على تلك الصورة، أوقفوا الفخر بمثل هذه الأفلام التي يضمرون بداخلها أهدافا، لا يراها إلا ذوو العين الثالثة أملها الأول هو «العرب دائما إلى قمة المنحدر».