وسع الجيش السوري، أمس، نطاق عملياته العسكرية التي بدأها في ريف إدلب شمال غربي البلاد واقتحم بلدة حدودية مجاورة لمدينة جسر الشغور، في حين تزايدت الضغوط الدولية على نظام بشار الأسد ودعت بريطانيا رعاياها إلى مغادرة سورية فورا. ويأتي ذلك فيما تدرس أمريكا إمكانية ملاحقة الرئيس السوري بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» للضغط عليه من أجل وقف قمع المحتجين غداة تظاهرات جرت في عدة مدن وقتلت خلالها قوات الأمن 19 متظاهرا، بحسب مسؤول أمريكي. وأدت أعمال العنف في سورية إلى مقتل 1297 مدنيا و 340 من عناصر الأمن واعتقال نحو عشرة آلاف شخص منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية، منتصف مارس. كما أدت إلى فرار أكثر من عشرة آلاف و 100 شخص إلى تركيا، ولجأ خمسة آلاف آخرين إلى لبنان. وبادر شباب سوريون، رغم المخاطر التي تهدد حياتهم، إلى تأسيس مركز إعلامي قرب الحدود التركية لإطلاع العالم على القمع الجاري في بلدهم، حيث تفرض قيود على حركة الصحفيين. وفي المركز، الذي يتمثل في غرفة صغيرة بمكان سري، يجمع المعارضون الصور والأشرطة التي يرسلها المحتجون من مختلف المدن السورية، وينشرونها عبر الإنترنت. وكل ما يملكونه هو جهاز تليفزيون وطابعة وأربعة أجهزة كمبيوتر محمولة وهواتف جوالة واتصال بالشبكة العنكبوتية. ويعمل نحو 30 شابا في المركز ومعظمهم من جسر الشغور. وينشر الشباب أفلام الفيديو والصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وفيسبوك وتويتر.