جدة، الدمام، القطيف، القيصومة، الرياض. عبده الأسمري وطلال المالكي وزينة علي وعبدالله الفهيد وأسامة همامي حصدت الحملة الإلكترونية التي أطلقت على المواقع الاجتماعية لدعوة النساء في السعودية لقيادة السيارات أمس، استجابة خجولة، حيث فشلت في خلق تفاعل كبير بين الأوساط النسائية بالشكل الذي يدفع في اتجاه «الضغط المجتمعي» لتغير موقفه تجاه قضية المرأة للسيارة، حيث لم تتجاوز الحالات التي استجابت، وفق بعض الشهادات، أصابع اليد الواحدة في مناطق متفرقة بعضها أعلن عنه عبر المواقع الإلكترونية فيما خلت محاضر الضبط الشرطي من أي حالات عدا حالة واحدة سجلت في حفر الباطن. وعلى الرغم من ذلك توقع مراقبون أن تسجل السعودية خلال الأيام المقبلة ظهور حالات أخرى فردية لقيادة المرأة للسيارة خصوصا أنها تتزامن مع الإجازة السنوية التي تكثر فيها النزهات البرية التي قد تتيح بعضا من الفرص للنساء لقيادة السيارات بعيدا عن الأعين. وذكرت مصادر ل «شمس» أن هناك خوفا مجتمعيا بعد قضية منال الشريف «سائقة الخبر» وتعرضها للتوقيف الأمر الذي جعل الكثير ممن أطلقن على أنفسهن «ناشطات» أو «حقوقيات» يراجعن أنفسهن في مسألة تبنيهن هذا الاتجاه. ميدانيا أكد عدد من العاملين في محال بيع الخيام على طريق مكةجدة السريع في جدة عدم مشاهدتهم أي امرأة تقود سيارة، مشيرين إلى أن الراغبات في ذلك قد يلجأن إلى مواقع برية بعيدة عن الأعين أو في مواقع شبه مغلقة. وقال الناطق الإعلامي بشرطة جدة العقيد مسفر الجعيد ل «شمس» أمس إنه لم يتم تسجيل أي حالة لقيادة امرأة للسيارة على مدار اليوم، ما عدا حالة الممثلة وجنات الرهبيني وكان ذلك قبل عدة أيام. إلى ذلك ألمح مسؤول أمني إلى أن أي حالة قد تسجل لقيادة المرأة للسيارات في السعودية ليست سوى حالات فردية من أجل الشهرة أو إثارة الرأي العام. أما في الرياض فقد أكد مصدر أمني ل «شمس» عدم تسجيل أي حالات لقيادة المرأة للسيارة في شوارع الرياض. وفي الشرقية أكدت «ناشطات» أن التفاعل مع الحملة في المنطقة كان محدودا جدا حيث لم يتم استلام أي تسجيل فيديو لحالات القيادة، على الرغم من إعلان عدد من السيدات قيادتهن للسيارات رفقة أزواجهن في كل من الظهرانوالقطيف، مشيرات إلى أن بعض نساء الرياض قدن بدون مشكلات مما قد يشجع غيرهن. أما السيدة صباح المصطفى، الحاصلة على رخصة قيادة دولية، فأكدت من جانبها أنها قادت سيارتها أمس مرتين على الطريق العام في القطيف رفقة زوجها دون أن يعترض سبيلهما أحد، المرة الأولى قبل صلاة الجمعة والثانية بعدها «ليست المرة الأولى التي أقود فيها، فقد اعتدت على قضاء بعض المشاوير القريبة من منزلي بشكل يومي». وذكرت أنها لم تلاحظ خلال تجربتها أمس سوى بعض نظرات الاستغراب من عدد من المارة. مبدية رغبتها في أن ينكسر هذا الحظر الاجتماعي، كما أسمته، فالقضية مجتمعية ويمكن حلها بسهولة كما تعتقد. أما زوج السيدة صباح الدكتور توفيق السيف، فأبدى ارتياحه من ردود فعل الشارع لقيادة زوجته السيارة التي وصفها بالإيجابية، مشيرا إلى أن ذلك مؤشر على «قبول المجتمع» لقيادة المرأة للسيارة. أما في القيصومة فقد ضبطت إحدى الدوريات التابعة لمرور محافظة حفر الباطن بعد ظهر أمس فتاة تقود سيارة جيب برادو رفقة شقيقها على طريق الصمان الواقع بالجهة الشرقية من المحافظة. وفيما لم تتضح بعد دوافع الفتاة، احتجزت الجهات المختصة السيارة واستدعت ولي أمر الفتاة لاتخاذ الإجراءات النظامية المتبعة في مثل هذه الحالات. إلى ذلك أظهرت المواقع الإلكترونية بعض التجاوب مع الحملة من قبل بعض الناشطين الذين كشفوا عن قيام زوجاتهم بقيادة سياراتهم في الشوارع العامة دون أي مضايقات. وقال الكاتب توفيق السيف على صفحته في موقع تويتر «لقد عدنا للتو من السوبرماركت بعد أن قررت زوجتي بدء نهارها بالقيادة إلى هناك ذهابا وإيابا». أما محمد القحطاني فذكر على صفحته في الموقع ذاته «لقد عدت برفقة زوجتي من جولة استغرقت 45 دقيقة قادت خلالها السيارة في شوارع الرياض». وأضافت الزوجة «قدت السيارة في طريق الملك فهد وشارع العليا برفقة زوجي. لقد قررت أن السيارة ستكون لي اليوم». وأعلنت العديد من السيدات من جانبهن على موقعي «فيسبوك» و«تويتر» عزمهن على القيادة لكن التجاوب حتى عصر أمس كان لا يزال خجولا على ما يبدو. ووضعت سيدة أخرى على الإنترنت شريط فيديو يظهرها أثناء قيادتها السيارة في وقت متأخر ليل الخميس الجمعة بوصفها أول من يتجاوب مع الحملة. وقادت المرأة السيارة في طرق شبه خالية قبل أن تتوقف أمام سوبرماركت. وقالت المرأة التي لم تكشف عن اسمها «كل ما نحن بحاجة إليه هو تدبير أمورنا دون انتظار السائق. أعتقد أن المجتمع بات يتقبلنا». ولاحظ مصور وكالة الصحافة الفرنسية أن دوريات الشرطة كانت اعتيادية في شوارع الرياض أمس. وقالت الناشطة السعودية وجيهة الحويدر بدورها لوكالة الصحافة الفرنسية إنها لا تتوقع خروج عدد كبير من النساء كما يتوقع المؤيدون لذلك في الخارج فتجربة منال الشريف التي أوقفت أسبوعين وغيرها جعلت الأمر أكثر صعوبة .