«الأفراد يمثلون المجتمع بشكل أو بآخر، وتناولي لقصص الأفراد في أفلامي نتيجة لرغبتي في خوض مكنونات النفس البشرية بشكل أكبر من مجرد تناول قضايا عامة. عندما يتغير الفرد سيتغير المجتمع. كثيرا ما أصرح بأنني أميل للتغيرات التي تحدث داخل شخصيات الأفلام التي أقدمها أكثر من تلك التي تقع خارجها». بهذه الكلمات يلخص المخرج السعودي الشاب «عبدالله آل عياف» رسالته وهمه الذي تجلى في أفلامه المتميزة على قلة عددها. فآل عياف لا يمارس فن السينما بوصفه نوعا من الترف الفكري بقدر ما يسخره ليكون تعبيرا جماليا متكاملا، وأداة تأثير في محاولة لصنع فارق على الأرض. فالسينما لديه عشق خالص وتركيز وعناية بأدق تفاصيل وعناصر الفيلم، وهو ما أوصله ليحتل مكانة بين صناع الفيلم الروائي القصير على مستوى الوطن العربي. ولد «عبدالله آل عياف القحطاني» في 31 أكتوبر 1976 بمحافظة الأحساء، وأنهى دراسته الجامعية ليتخرج مهندسا في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 2001، وبعدها بخمسة أعوام بدأ مشواره السينمائي حينما أطل على العالم بفيلمه الأول «السينما 500 كم» عام 2006، وهو فيلم من النوع التسجيلي حاز على جائزة «النخلة الذهبية» بمسابقة أفلام السعودية 2008، وهو بطول 42 دقيقة ويتناول قضية منع صالات السينما في المملكة، أما فيلمه الثاني «إطار» وهو فيلم روائي قصير بطول 19 دقيقة، فكان بمثابة شهادة ميلاده الفنية، وحصل عنه على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمسابقة أفلام من الإمارات عام 2007، وتلاه الفيلم الروائي القصير «مطر» وطوله 23 دقيقة، والذي حائز على جائزة «النخلة الفضية» بمسابقة أفلام السعودية. لكن ما كرس مكانته في عالم صناعة الفيلم الروائي القصير كان عمله المتميز «عايش» العام الجاري، الذي حصل على الكثير من التنويهات والإشادات والجوائز، منها جائزة أفضل فيلم قصير «المركز الأول» في مهرجان الخليج السينمائي 2010، وجائزة المركز الثاني «ألف الفضية» مهرجان بيروت السينمائي الدولي 2010. وأنتج آل عياف جملة من الأفلام القصيرة والمقاطع الدعائية والإعلانية لعدد من المؤسسات الخيرية والخدمية، وعرضت أفلامه في العديد من المهرجانات والتظاهرات السينمائية حول العالم مثل الإمارات ومصر وفرنسا ولبنان وهولندا وأمريكا والهند وإيران. ولهذا المبدع وجه آخر ظهر قبل بزوغ نجمه السينمائي، فقد شارك بتأسيس وتحرير صفحة السينما بصحيفة الوطن السعودية، وعمل بالكتابة النقدية السينمائية في كل من صحيفة الشرق الأوسط ومجلة المجلة، إلى أن ظهرت زاويته الأسبوعية «مباشر» في صحيفة الرياض، التي خصصها للحديث في قضايا الإعلام العربي.