علي بلال وذيب الروقي وعثمان هادي وأحمد الفراج ومانع آل هتيلة ومناحي التومي لم يغب عدد من الطلاب عن أداء الاختبارات النهائية التي انطلقت أمس، وإنما تم تغييبهم من خلال تطبيق وزارة التربية والتعليم نظام المقررات في بعض المدارس بمختلف المناطق، وذلك ما كشف تجاوزهم نسبة الغياب المنصوص عليه في النظام الجديد الذي أدخلته الوزارة منذ خمس سنوات. وقف الطالب فهد البلوي في الصف الأول الثانوي بمدرسة اليمامة الثانوية في الرياض خارج الأسوار وعيناه تفيض بالدموع، بعد حرمانه من دخول الاختبار بسبب غيابه 15 يوما في الفصل الدراسي. وقد فوجئ البلوي عند دخوله بوابة القاعة بالمرشد الطلابي يمنعه من الدخول وحرمانه من اختبار مادة الرياضيات، مشيرا إلى أنه راجع مدير المدرسة الذي أخبره بحرمانه من اختبار كل المواد «لقد شرحت لمدير المدرسة كل الظروف التي أدت إلى غيابي إلا أنه لم يعطني فرصة لدخول الاختبار، وقال أنت محروم لأن غيابك تجاوز المعدل في النظام، وليست لدي الصلاحية أن أجعلك تدخل الاختبار». وتزيد مشكلة البلوي بذلك تأزما، فهو رسب في الفصل الأول في مادة اللغة الإنجليزية، وهدده والده إذا أخفق في الفصل الثاني، متسائلا: ماذا سيفعل والدي لو علم اليوم أنني محروم من اختبار كل المواد». وتذمر طالب آخر حرم من الاختبارات من نظام المقررات الجديد ووصفه بالنظام التعسفي الذي لا يعطي فرصة أخرى للطالب بخلاف نظام التعليم العام المرن «نطالب وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في هذا النظام الذي ما زال في بداياته الأولى ولم يطبق في جميع المدارس». مسار تصاعدي مدير مدرسة اليمامة الثانوية حسين التميمي أكد ل«شمس» أن نظام المقررات ينص على أنه إذا غاب الطالب خمسة أيام، أي خمس حصص في المادة ينبه، وإذا غاب عشر حصص يستدعى ولي أمر الطالب ويوقع على ورقة بذلك، وإذا بلغ الغياب 15 يوما يحرم الطالب من دخول الاختبار. وأوضح التميمي أن نظام المقررات بدأ تطبيقه في بعض مدارس المملكة منذ خمس سنوات، ولكن انتشاره في المملكة محدود، ويأخذ مسارا تصاعديا، فالآن أصبحت الأعداد كبيرة جدا، والمخطط أن يصل إلى نسبة 25% من التعليم العام حتى تنظر الوزارة في استقراره وصلاحيته لجميع المدارس. وقال التميمي: «نظام المقررات طارد وجاذب للطلاب، فإذا نظرنا إليه من جهة الطالب المتميز الحريص المتابع وليس أن يكون امتيازا في متابعته ودقته مع المعلم، لأنه يربط الطالب ويعطيه تصورا عن نظام الجامعة، فهو نظام بالحصة وكل مادة معروف عدد حصصها وفيها تساو، مثلا التعليم العام إذا كانت مادة الرياضيات ست حصص في بعض الفصول وخمس حصص في مادة الإنجليزية، وبعض المواد حصة واحدة مثل مادة القرآن الكريم، بينما تتساوى جميع المقررات في نظام المقررات من ناحية عدد الحصص فيبدأ الطالب الحرص على الالتزام، والأمر الآخر تعلم الطالب التعاون مع المعلم وربطه به ربطا كاملا، لأن الطالب عند تعاونه مع المعلم وإحضاره الأوراق والملف الخاص بالنشاط لكل مادة على حدة يكون طوال الفصل الدراسي في بحث ومذاكرة وارتباط مع المعلم، وللطالب 50 درجة من 100 درجة يعني 50% من الدرجة في أعمال السنة والأعمال التي يؤديها الطالب، وهذه تعينه على رفع مستواه في الدرجات ويبقى له اختبار في نهاية الفصل الدراسي من 50 درجة، فيعتاد الطالب الانضباط والاستمرار في المذاكرة والبحث، كما أن بإمكانه أن يتعاون مع المعلم حتى عن طريق الموقع الإلكتروني». عقاب متدرج للغش وحول حالات الغش التي يتخذها بعض الطلاب هربا من الرسوب، قال التميمي: «لا تخلو أي مدرسة من حالات الغش» مشيرا إلى أنه إذا كان بالمدرسة 900 طالب لا بد أن يكون هناك طالب أو طالبان يلجآن إلى عملية الغش، لكن النظام الجديد يختلف عن القديم بالنسبة لهذه العملية من ناحية التدرج. وقال التميمي: «عملية الغش في النظام القديم كانت ترى أنه إذا اكتشف الطالب وهو يغش تسحب منه الورقة مباشرة ويحرم من الاختبار، أما الآن فهناك مراحل، أولاها: يؤخذ الغش منه ويسجل عليه ويضبط ولا يخصم من الورقة إلا ما وجد في ورقة الغش إذا كان مكتوبا، وإذا كان لفظيا فللجنة المراقبة التصرف بنقل الطلاب عن بعضهم البعض والإنذار، فإن تكرر من الطالب في هذه الحالة يحرم من الاختبار». وأكد أن هناك مراقبة مشددة على الطلاب أثناء أداء الاختبارات من قبل اللجان المعدة لذلك، مشيرا إلى أنه يوجد ملاحظ ومراقب فإذا سجل حالة غش اتخذت الإجراءات حسب النظام المعمول به. تطوير مقبل دافع مدير إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض الدكتور إبراهيم المسند عن نظام المقررات، وأثبت ذلك بأنه خلال جولته التفقدية أمس على سير الاختبارات في مدارس الرياض ومروره على الفصول سأل طلابا عن النظام وأكدوا أنه جيد، وأن إيجابياته أكثر من سلبياته «بمعنى أن النظام فيه إيجابيات وسلبيات، لا ندعي أن أي نظام يلبي الرغبات ويحقق الطموحات 100% لكنه يحمل الوجهين». وأضاف المسند: «كانت مرحلة تجريبية وقياسا لمدى فعاليته، لأننا نطبق بشكل تدريجي؛ إذ ستتم زيادة عدد المدارس، وأي تجربة تحتاج إلى التأكد من فعاليتها حتى يمكن التقليل من سلبياتها وتعزيز إيجابياتها، وفي المستقبل القريب سوف يكون هناك تطوير آخر، وقد طبق النظام في منطقة الرياض على مجموعة كبيرة من المدارس، والسنة المقبلة لدينا زيادة أكثر من الموجود حاليا للبنين والبنات». انقطاع الكهرباء في محافظة الأسياح فوجئ طلاب بعض المدارس بانقطاع التيار الكهربائي، ما أدى إلى إرباك بعض الإدارات المدرسية، وشهدت القاعات المغلقة والمخصصة لأداء الاختبارات ظلاما دامسا وموجة من الحر قبل أن يعاد التيار الكهربائي الذي استمر لمدة عشرين دقيقة. من جهة أخرى، بدأ طلاب وطالبات مدينة طلعة التمياط وهجرة ابن شريم وقرية الجبهان وبعض مدارس محافظة رفحاء اختباراتهم بلا كهرباء بعد الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي في ساعة مبكرة من صباح أمس تواصل لأكثر من ساعة. واضطرت إدارات مدارس البنين والبنات إلى دمج فترتي الاختبارات حتى يتسنى للطلاب المغادرة مبكرا. وأوضح مصدر في شركة كهرباء رفحاء ل«شمس» أن الانقطاعات جاءت بسبب عطل فني تمت السيطرة عليه من قبل فرق الصيانة وإعادة التيار الكهربائي إلى الأماكن التي تم انقطاعه فيها. اختبارات ملونة وتنافست مدارس منطقة نجران أمس على تقديم نماذج متميزة لأسئلة اختبارات نهاية العام الدراسي تحمل شعارات في أعلى الأسئلة تعزز الانتماء الوطني، وتسمية قاعات اللجان بأسماء مؤسس المملكة والقيادة والطلاب المتفوقين. انقطاعات.. وعصائر وفي جدة رغم أن إدارة التربية والتعليم أكدت تجاوزها اليوم الأول للاختبارات بسلام، إلا أن بعض المشاهد والمواقف التي تصاحب انطلاق اختبارات كل عام تكررت كما هي العادة، ولاسيما التجمعات وانقطاع التيار الكهربائي عن بعض المدارس، خاصة الأهلية منها لفترة قصيرة، وذلك ما زاد من حالة عدم الرضا التي انتابت بعض الطلاب الذين اختبروا في درجة حرارة تجاوزت 45 درجة مئوية. وأشاد عدد من الطلاب بالخطوة التي قام بها عدد من المدارس الحكومية والأهلية بتوزيع العصائر والمياه الباردة في فترة الاختبارات ولاسيما أن الأجواء الساخنة التي تعيشها جدة تسببت في حالة نفسية سيئة للطلاب قد تنعكس على أدائهم. تصف نوف عبدالعزيز، معلمة في مدرسة أهلية بجدة اليوم الأول للاختبارات «المدرسة التي أعمل بها كادت تعيش يوما سيئا بعد انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أصوات الطالبات، ولكن سرعان ما عاد التيار بعد نحو خمس دقائق»، واعتبرت ذلك أمرا طبيعيا كون الحي الذي به المدرسة يكثر فيها انقطاع التيار. وشهدت مدرسة أهلية انقطاع التيار الكهربائي لنحو نصف الساعة، حيث ذكر محسن الحارثي، طالب ثانوي في مدرسة أهلية أنه دخل إلى قاعة الاختبارات والقلق ينتابه، ولم تمر نصف ساعة على استلام ورقة الأسئلة إلا وانقطع التيار الكهربائي وعاد بعد مرور نصف ساعة «يبدو أن ضغط الاختبارات أثر في التيار الكهربائي» .