مع دخول الاختبارات النهائية أسبوعها الثاني في مختلف المراحل الدراسية العامة منها والجامعية، بدأت عروض «المدرسين الخصوصيين» مرحلة «تحطيم الأسعار»، رغبة منهم في اقتناص الطلاب المتعطشين للنجاح، والراغبين بالتشبث بلوح يقيهم من الغرق في وحل الرسوب و الهرب منه بالسبل كافة والممكنة لديهم. وبدأ المدرسون السعوديون الدخول في معترك التدريس الخصوصي، رغبة منهم في منافسة الجنسيات «العربية» وفك احتكارهم لهذه الخدمات على مدى سنوات طويلة مضت. معلم حكومي «تحتفظ «الحياة» باسمه» وضع رغبته في تدريس مادة الرياضيات للطلاب عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وبدأ في هذا العام تدريس مادة الرياضيات مقابل 100 ريال للحصة الواحدة التي تقارب مدتها ساعة واحدة، يشرح فيها ما يحتاجه الطالب بناءً على ما يحمله من مذكرات وملخصات، مبدياً استعداده لتدريس المراحل الثانوية و الجامعية على حد سواء و اشترط اقتناعه بالطالب قبل تدريسه المادة. إلا أن وزارة التربية والتعليم بدت متحفظة حيال اتجاه معلميها إلى التدريس المنزلي، إذ أفصح مصدر مطلع في وزارة التربية و التعليم ل «الحياة» عن العقوبات التي قد تواجه المدرسين الخصوصيين تطبقها الوزارة في حقهم، تتنوع بين كف أيديهم عن العمل أو تحويلهم إلى العمل الإداري أو الفصل النهائي من الوزارة إذا كان المعلم سعودياً، وسحب رخصة التدريس منه إذا كان من جنسية عربية. إلا أن منظر الملصقات الإعلانية التي علقها أولئك المدرسون على أبواب المحال التجارية والأسواق وحتى «كيابل الكهرباء» بات مألوفاً، إضافةً إلى تطور نوعي في تسويق تلكم الطائفة من المدرسين لأنفسهم من خلال موقع «تويتر». وفي وقت حرج كالاختبارات، وهو الموسم الذهبي للمدرسين الخصوصيين، ارتفع سعر الحصة الدراسية إلى ما يقرب من 300 ريال في الأسبوع الماضي، ومع بداية هذا الأسبوع انحصرت ما بين ال 150 و ال 100 ريال للطالب الواحد، سواءً كانت الحصة جماعية أو فردية، أو منزل المدرس أو الطالب. وجهّز بعض أولئك المعلمين ما يشبه الفصل الدراسي في منزله مستعيناً ب «السبورة» التي تساعده على الشرح، فيما طبعوا ملخصات أعدوها مسبقاً للمقررات ونماذج أسئلة وتوقعات لها لمختلف المراحل الدراسية، رغبةً منهم في استغلال الوقت الضيق جيداً. ويغلب على المدرسين الخصوصيين، اعتماد الكنى والألقاب كأسماء حركية ربما تقيهم تبعات تتبع الوزارة لنشاطهم، وربما تحمل في مضامينها تقديراً واحتراماً من الطلاب. أحمد المصري مدرس في إحدى المدارس الأهلية، ويُعرف لدى طلابه ب «أبو عبدالله»، أبدى استعداده لتدريس مادة «الرياضيات» لمختلف المراحل الدراسية الجامعية منها و العامة، ويقول: «على الرغم من وقتي المشغول جداً، إلا أنه بإمكاني إنهاء مراجعة المنهج تماماً في خمس حصص متفرقة، مدة الحصة الواحدة ساعة أو أقل حسب فهم الطالب الذي أدرسه». ويضيف: «أستعين في ذلك بمذكرة جاهزة و نماذج لأسئلة اختبارات سابقة وأسئلة حديثة أتوقع أن تأتي في الاختبار». أما أبو زياد وهو معلم فيزياء - رفض ذكر اسمه -، فلخص ل «الحياة» مبدأه في تدريس الطلاب وقت الاختبارات، فهو يبادر أولاً بالسؤال عن موعد الاختبار قبل كل شيء كأول خطوة تحدد إمكان تقديم خدماته للطالب من عدمها، ليبدأ بعد ذلك بتعداد عروضه «الساخنة» قبل دخول موسم الصيف، ومنها أنه قادر على إنهاء المنهج في ثلاث حصص دراسية ب مبلغ و قدره 150 ريالاً للطالب الواحد في الساعة الواحدة، مشترطاً على الطالب أن يجلب معه ملخصاً من معلم المادة في مدرسته. وبلهجة حسم وثقة يقول: «أنا لا أدرس الطالب اللي مش فاهم المادة، ولا أضيع وقتي معه».