يدرك مسؤولو وزارة التربية والتعليم تماما أهمية التعليم والالتحاق بالمدارس، وأن المدرسة تأتي ثانيا بعد دور الأسرة في غرس الخلق والعلم لدى طفلها، لكن هل يعلمون مقدار التفكير الذي يستوطن بال الوالدين قبيل إلحاق ابنهم بالتعليم، والمسؤولية التي تعقب اختيار مدرسة معينة لإلحاق الطفل؟ أيعلمون أن رغبات الوالدين اليوم في تعليم أبنائهم ليست في فخامة المبنى ولا سيادة الأسماء فيه، بل في أسلوب التعليم ومدى قدرة المدرسة في إخراج طالب متعلم يملك ثقافة وفكرا وأملا في الوصول إلى طموحه، وإن كانت تلك المدارس التي تنتهج هذا النهج متواجدة إلا أنها تتطلب في العام الدراسي الواحد نصف مرتب الأب في نفس العام! وإن غض الوالدان الطرف عن هذه المدارس، فالحكومية اليوم نادرا ما نجد في فصولها الذمة في التدريس، أو الاهتمام بالطالب ليس فقط على مستوى درجاته إنما طموحه وتفكيره. فضلا عن مدارس التحفيظ التي هي بالأصل قليلة التواجد وعلى هذه القلة كل واحدة منها تضع إمكانية قبول أو عدمه! فاختيار المدرسة حقيقة يسبب الكثير من المخاوف على مستقبل الأبناء. وأسلوب التدريس «سابقا وحتى كتابة هذه السطور» نطمح ألا يستمر كما هو عليه، فدخول المعلمة وقراءتها من الكتاب و«شخمطة» ما تيسر لها على الحائط ومن ثم نسخ الطالبات لم تعد تجدي نفعا ولا تنتج فكرا. ومنهج جلوس المعلم طوال العام على كرسي قرب باب الصف وانشغاله بهاتفه المحمول وفي آخر العام يسلم للطلاب وريقات ويطلب منهم المذاكرة «جيدا» يجعل الأمر في تمام السخرية! كلي ثقة في مدى إدراك مسؤولي التعليم لدور المدرسة في تأسيس شخصية الطفل، حتى تخرج مدارسنا أجيالا مختلفة عن سابقها لا بد أن ينتهج التعليم طرقا مبتكرة ومختلفة أيضا.