انتقد أعضاء جمعية حقوق الإنسان أداء الناقل الوطني، ووصفوه بأنه يعاني من مشكلات في تطبيق البرامج وجودتها، حيث إن مستوى صيانة الطائرات يعتبر ضعيفا وكذلك الطيارين والموظفين، مؤكدين أن المواطن غير راض عن مستوى الخدمات المقدمة له من قبلها. واعتبروا خلال اللقاء الدوري الرابع للجمعية الذي عقدته في مقرها بالرياض مساء أمس الأول، حول «الناقل الجوي في المملكة.. الواقع والمأمول»، المطارات أنها الأقل كفاءة في المنطقة مقارنة بما جاورنا، مشيرين إلى ضرورة التركيز على حقوق الإنسان من خلال ما يمكن أن يوفر له أثناء تقديم الخدمة، وطالبوا بالشفافية في المؤسسة وإيضاح مشكلاتها حتى يمكن حلها. وكشف رئيس الجمعية الدكتور مفلح القحطاني، أن الجمعية ستبحث كل تجاوزات الخطوط السعودية بتوسع وسترفع النتائج إلى المقام السامي للنظر فيها، مبينا أن الجمعية رصدت شكاوى من موظفي الخطوط، بالإضافة إلى المواطنين «عندما بدأت الشركة الاتجاه إلى التخصيص ظهرت المشكلات متعاقبة مثل صيانة الطائرات وقلة الرواتب، ورصدت الجمعية شكاوى من طيارين وردت إليها تبلغ 100 شكوى وتزايدت بعد التخصيص». وطالب القحطاني بتطوير المطارات ومراعاة الخدمات المقدمة للمواطنين، ووضع الخطط الاستراتيجية لحلها، كما طالب أن يكون هناك اجتماع مع مسؤولي الخطوط قبل أن يتم وضع توصيات حول الموضوع. وأوضح أن الجمعية تطالب بحق التنقل للمسافرين وتوفير سبل الراحة لهم، وأن هذا الأمر من اختصاص الخطوط السعودية، مبينا أنهم قاموا بزيارات إلى صالات المطارات في مختلف مناطق المملكة ورصدت شكاوى للمسافرين بها «تم مخاطبة الخطوط بهذا الشأن وتم الرد عليها إلا أنه لم يكن مرضيا للجمعية». واستدل القحطاني بشكوى وردت إليهم من أحد الدبلوماسيين في سفارة المملكة بطوكيو، لافتا إلى ضرورة إنشاء سكك حديدية جديدة بالمملكة. من جهة أخرى، طالب عضو مجلس الشورى وعضو الجمعية الدكتور عبدالرحمن الهيجان، الجهات الحكومية بمحاسبة من يقصر في خدمة المواطنين، مطالبا بأن يتم نقل إدارة الخطوط السعودية من جدة إلى الرياض، مشيرا إلى أن المؤسسات عندما تتجه إلى الخصخصة تكون أفضل طريقة لهدر المال. وأشار عضو مجلس الشورى وعضو الجمعية الدكتور إبراهيم سليمان، إلى أن تشكيل ولي العهد لجنة لتقصي الحقائق حول إشكاليات الخطوط لم تأت من فراغ، داعيا الجمعية ووسائل الإعلام إلى مساعدة اللجنة في إيضاح الحقائق، واستدل بحادثة وقعت معه مع أحد موظفي الخطوط الذي تلقى تهديدا منه بتسليمه إلى الجهات الأمنية. وأكد عضو مجلس الشورى الدكتور مازن خياط، أنه لا تكاد تخلو رحلة للخطوط السعودية من أي مشكلات مع الركاب، مشيرا إلى ضرورة تحديد المسؤول عن مشكلات الخطوط التي تواجه المواطنين خلال سفرهم، مبينا أن أعضاء مجلس الشورى يعانون الأمرين من تخلف رحلات الخطوط وأسلوب موظفيها الذي وصفه بالمستفز. وقال نائب رئيس جمعية حقوق الإنسان صالح الخثلان، إن الخدمة التي تقدمها الخطوط السعودية للمواطنين بمقابل وليست مجانا، مشيرا إلى أن كثيرا من المواطنين يحرمون من حقوقهم بسبب تردي الخدمات المقدمة أو عدم وجودها «هناك أمور قد تتسبب للمواطن بمعاناة كبيرة خصوصا المرضى الذين ينتقلون للعلاج في مستشفيات مدن المملكة الرئيسة». وذكرت نائب الرئيس لشؤون الأسرة الدكتورة نورة العجلان، أن الجمعية رصدت أثناء جولتها في بعض المطارات بعض العاملات يدخلن دون وضع بصمتهن في الأجهزة، مضيفة أنه تم توجيه خطاب إلى إدارة الجوازات ولم يصل للجمعية أي رد بخصوص الموضوع. من جهة أخرى، طالب رئيس الجمعية الوطنية للمتقاعدين الفريق عبدالعزيز هنيدي، الخطوط السعودية بالرد على انتقادات أعضاء مجلس الشورى حول أدائها وإيضاح الحقائق للرأي العام «لابد أن يكون هناك ناقل وطني يرضي المواطنين لمواكبة متطلبات العصر». ولفت إلى «الشيك الذهبي» الذي وضعته الخطوط لمن يرغب من موظفيها بالتقاعد المبكر، مضيفا أن ذلك استغله بعض موظفي الخطوط الجيدين، فيما لم تقدم الخطوط أشخاصا ذوي كفاءة لشغل مناصبهم وإدارتها بشكل المطلوب. وقال هنيدي إن هناك سوقا سوداء في الخطوط للحصول على التذاكر والحجوزات. في السياق ذاته، أوضح مساعد المدير العام للخطوط السعودية للعلاقات العامة عبدالله الأجهر، أن الخطوط لم تتلق شكاوى من أي جهة حول ما ذكرته الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان. وأكد ل«شمس» استعداد الخطوط لتلقي أي نوع من الشكاوى سواء بخصوص موظفيها أو الخدمات التي تقدمها، مبديا استعداده للاطلاع على التقارير التي ذكرتها الجمعية ودراستها حتى يستطيع الرد عليها بالتفصيل وإيضاح الحقائق. من جهة أخرى، رفض المتحدث الرسمي باسم هيئة الطيران المدني خالد الخيبري، التعقيب على الموضوع، طالبا تحديد المطارات التي تعاني وضعا سيئا ليتم الرد بشكل مباشر وصريح .