أكدت دراسة أكاديمية صدرت حديثا عن معهد الإدارة العامة بالرياض رضا 70.6% من المواطنين عن الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة في جميع مناطق المملكة، وأشارت إلى زيادة رضا المستفيدين من المواطنين والمقيمين عن خدمات الأقسام الداخلية «التنويم» في مستشفيات وزارة الصحة ووصولها إلى أعلى مستوى، حيث تصل إلى 73.4 %. وسجلت دراسة معهد الإدارة العلمية التي تم إنجازها في مايو الماضي رضا المستفيدين عن خدمات العيادات الخارجية بنسبة68.4 %، كما أوضحت أن نسبة رضا المستفيدين من المواطنين والمقيمين عن أقسام الطوارئ بلغت 69.8 % وهي تعتبر نسبة متقدمة بالقياس لرضا المستفيدين عما كانت تقدمه الوزارة في السنوات الماضية. وأوضحت الدراسة التي أجراها الباحثان سعد بن عبدالله البواردي، عضو هيئة التدريب ومنسق قطاع الإدارة الصحية، وعبدالله بن عبدالرحمن المقرن، عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة العامة أن وزارة الصحة شهدت في الآونة الأخيرة تحولا في اهتمامها، من المستشفيات والمباني إلى المريض حيث جعلت المريض هو محور اهتمام النظام الصحي ليتم من خلال ذلك وضع الخدمات وتنظيمها بناء على احتياجات المريض بعد أن كان التركيز على المستشفيات. نطاق الدراسة وقد شملت الدراسة جميع المواطنين والمقيمين المستفيدين من الخدمات المقدمة في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة في مختلف مناطق المملكة، وأشارت الدراسة إلى أن عدد المناطق الإدارية في المملكة تبلغ 13 منطقة إدارية، وتم اختيار «6» مناطق إدارية بطريقة الاختيار العشوائي تمثل نحو 46% من إجمالي عدد المناطق الإدارية، ووقع الاختيار العشوائي على المناطق الإدارية: الرياض، ومكةالمكرمة، والمنطقة الشرقية، وعسير، وتبوك، والمدينة المنورة. وقد بلغت نسبة الرضا العام عن خدمات مستشفيات وزارة الصحة 70.6 %، وكان مستوى رضا المستفيدين عن خدمات الأقسام الداخلية «التنويم» في مستشفيات وزارة الصحة أعلى من مستوى رضا المستفيدين عن خدمات العيادات الخارجية بفروق ذات دلالة إحصائية، وبلغت نسبة الرضا عن الأقسام الداخلية 73.4 % وأقسام الطوارئ 69.8 % والعيادات الخارجية 68.4 % وبينت الدراسة أن هناك علاقة بين العمر ومستوى الرضا عن خدمات وزارة الصحة، فكلما زاد العمر زاد مستوى الرضا عن خدمات مستشفيات الوزارة، حيث كان مستوى رضا الفئة العمرية «60 سنة فأكثر» بنسبة 78 %، وهي نسبة أعلى من الفئة العمرية من 20 إلى أقل من 30 سنة التي تبلغ نسبة الرضا على الخدمات 68 %. كما كانت نسبة الرضا عن خدمات الوزارة بين المتزوجين بنسبة 72 % بينما بلغت نسبة الرضا بين العزاب 68 % ويمكن ربط ذلك بالعمر حيث إن العزاب في الغالب أقل عمرا من المتزوجين. تمايز بين العينات وأظهرت الدراسة أن الذين «بدون عمل» أعلى نسبة بين الفئات الأكثر رضا عن خدمات الوزارة بنسبة 80 %. كما كان رضا أصحاب المهن الحرفية بنسبة 75 %، بينما كانت فئة الموظفين الأقل رضا عن خدمات مستشفيات وزارة الصحة. وبشكل عام كان مستوى الرضا يتناسب عكسيا مع المستوى التعليمي، فكلما زاد المستوى التعليمي قل مستوى الرضا عن خدمات مستشفيات وزارة الصحة، وكانت مجموعة الأفراد غير المتعلمين أكثر رضا بنسبة 83 %، وذلك أكثر من جميع مجموعات الأفراد الحاصلين على شهادات ثانوي وما فوق، وكان مستوى رضا مجموعة الأفراد الذين يقرؤون ويكتبون أعلى بنسبة 81 % من الأفراد الحاصلين على شهادات جامعية. كما كان مستوى الرضا يتناسب عكسيا مع مستوى الدخل الشهري فكلما زاد الدخل الشهري يقل مستوى الرضا عن خدمات مستشفيات وزارة الصحة. فقد بلغت نسبتهم 67 %. وكانت مجموعة الأفراد ذوي الدخل الشهري «أقل من ثلاثة آلاف ريال» أكثر رضا بنسبة 75 %. بينما كان الأفراد من ذوي الدخل الشهري «من ستة آلاف إلى أقل من تسعة آلاف ريال» بنسبة 68 %. ومن ذوي الدخل الشهري «من تسعة آلاف إلى أقل من اثني عشر ألف ريال» أيضا بنسبة 68 %. في حين كان الأفراد الذين راجعوا مستشفيات تابعة لوزارة الصحة في المنطقتين الإداريتين الشرقية وعسير أكثر رضا من الأفراد الذين راجعوا مستشفيات تابعة لوزارة الصحة في منطقة الرياض بنسبة 64 %، كما أن الأفراد الذين راجعوا مستشفيات تابعة لوزارة الصحة في المنطقة الشرقية كانوا أكثر رضا بنسبة 80 %، من الأفراد الذين راجعوا مستشفيات تابعة لوزارة الصحة في منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة. توصيات لتجويد الأداء وقد أوصى الباحثان بإجراء الدراسات الخاصة بتحديد احتياجات المجتمع الصحية لتحديد عدد الأطباء اللازمين لتشغيل العيادات بأفضل صورة ممكنة، والتركيز على برامج جراحة اليوم الواحد والرعاية المنزلية وإدارة الأسرّة ومراكز النقاهة، وأهمية توفير الأدوية وأجهزة الأشعة اللازمة في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، والعمل على إنشاء مستشفيات تخصصية في كل منطقة إدارية، والتطبيق التدريجي للضمان الصحي التعاوني على موظفي القطاع الحكومي لتخفيف الضغط على مستشفيات وزارة الصحة، والاهتمام بجودة البنية التحتية لمستشفيات وزارة الصحة من مبان وأجهزة وصيانة. كما أوصى الباحثان بتخصيص أماكن انتظار مناسبة للمراجعين والمرافقين وتوفير دورات المياه بشكل يتناسب مع عدد المرضى والمراجعين، والحفاظ على راحة المرضى في غرف التنويم وإبعادهم عن الضجيج والإزعاج، واختيار مواقع تمتاز بالهدوء وقلة الازدحام وتوفر مواقف للسيارات عند التخطيط لبناء مستشفيات جديدة، والاهتمام بشكاوى المرضى ومتابعة الجهاز الطبي والتمريضي والفني والإداري، وتشجيع المرضى على التقدم بمقترحاتهم لتطوير وتحسين الخدمة بما يحقق رضاهم .