تعتبر ر يا ضة ا لمشي من ﺃكثر ﺃنواع الرياضات ا لمحببة للنسا ء و تسعى كثيرات لمزاولتها بأريحية مطلقة في كثير من الأماكن المخصصة لذلك، إلا ﺃن هنا ك منغصا ت تعتر ض هؤلاء النسوة في ممارسة هذه الهواية، خاصة على كورنيش الخبر، الذي بات مسر حا ر ئيسا لكثير من المضايقات من قبل بعض الشباب، الذين يأتون خصيصا لهذا الغرض، رغم ﺃن هذا الكورنيش وجد ليكون متنفسا للجميع، وكثر الحديث في الفترة الأخيرة عن هذا الموضوع، حيث بدﺃت شكاوى الفتيات تزداد يوما بعد يوم من التصرفات الصبيانية التي يمارسها بعض المراهقين هناك يصل بعضها إلى حد رميهن بعلﺐ المياه الفارغة، والتطاول عليهن ببعض ا لعبا ر ا ت الخادشة للحياء، إلى جانﺐ التندر والسخرية، الأمر الذي دفع كثيرات منهن للإحجام عن الذهاب إلى ممشى الكورنيش بسبﺐ عدم توافر الراحة والخوف على ﺃنفسهن من ﺃمور لا تحمد عقباها.. "شمس" تجولت هناك وصادف وجودها حدوث مشادة كلامية بين فتاة وخمسة مراهقين بعد ﺃن رمى ﺃحدهم علبة ماء فارغة على إحدى الفتيات الموجودات في الممشى، فما كان من هذه الفتاة إلا ﺃن خرجت عن طورها و تقا ذ فت معهم عبا ر ا ت مزعجة ﺃمام مرﺃى ومسمع المتواجدين. لم تكن تلك الحادثة هي الوحيدة في ذلك اليوم، بل واكبتها مجموعة من الأحداث، كان ﺃبرزها التعرض لبعض ا لفتيا ت و مشا كستهن ببعض عبارات السخرية ﺃصبح الممشى معها سا حة لتبا د ل ا لعبا ر ا ت البذيئة بين ثلة مراهقين وعدد من الفتيات اللائي يمارسن رياضة المشي، وتشير نورة العمر، وهي إحدى الفتيات اللائي كن يقصدن كورنيش الخبر، إلا ﺃنها ابتعدت عنه بسبﺐ ما يحصل من مضايقات، لافتة إلى ﺃن الأمر بات مريبا وغير مريح، خصوصا عندما تكون بمفردها، وﺃضافت: "آثرت البحث عن مكان آخر ﺃمارس فيه الرياضة، رغم جودة كورنيش الخبر"، وحمﱠلت ابتسام الصالح بعض الفتيات مسؤولية ما يحدث، مشيرة إلى ﺃن بعضهن يأتين بمفردهن لممارسة رياضة المشي على الكورنيش، وهو ما يعرضهن للمضايقات، ولا سيما ﺃن الكورنيش يعتبر مكانا مفتوحا للجميع، ومن الصعﺐ وضع ضوابط معينة له، فضلا عن ﺃن تبادل بعض الفتيات للعبارات غير اللائقة مع المراهقين يدفعهم إلى المزيد من هذه المضايقات، واستطردت: "لو ﺃن كل ا لفتيا ت ا لتز من ا لصمت فلن يجرؤ هؤلاء المراهقون على مواصلة مضايقتهن؛ لأن الأمر لديهم مجرد عبث وتسلية للضحك والفكاهة، ليس إلا "، مشيرة إلى ﺃن تخصيص مكان آخر لمشي النساء في الخبر يمكن ﺃن يكون فكرة ناجحة، إذا ما نفذت، وقطعا سيكون ﺃكثر راحة من الكورنيش بما فيه من مفارقات متعددة، ومصادفة لفت نظرنا ﺃحد الباعة الجائلين، الذي يكنى ب(ﺃبومصطفى)، وهو مصري، فسألناه عن الممارسات التي تحدث في الممشى؟ .. فأشار إلى ﺃن كورنيش الخبر يعد مقصدا لكثير من الرجال والنساء بمختلف الأعمار، مؤكدا ﺃن الفتيات يتعرضن للمضايقات من قبل بعض المراهقين الذين يفدون مجموعات إلى الكورنيش في الفترات المسائية غالبا، خاصة في نهاية الأسبوع، حيث يكثر الازدحام، وﺃضاف": المضايقات لا تقتصر على الفتيات فحسﺐ، بل تتعداهن لتشمل الجنسيات الآسيوية من خلال بعض عبارات ﺃو حركات التهكم ا لتي يقصد مما ر سو ها للإضحاك فقط والتسلية". ﺃ و ضح حسين ا لبلو شي ا لنا طق الإعلامي لأمانة المنطقة الشرقية ﺃن هناك ممشى آخر غير الذي يوجد بكورنيش الخبر خصص في الأصل ليكون مسارا للقطار، الذي يتواجد في منطقة الكورنيش، مشيرا إلى ﺃنه واسع ومهيأ للمشي براحة كبيرة، وهو في شارع الأمير سلمان بالخبر على مساحة 44 مترا، مؤكدا اهتمام الأمانة بتهيئة السبل كافة، التي تعمل على خلق جو مناسﺐ للرياضيين وشرائح المجتمع كافة لممارسة الرياضة براحة واستقلالية، خاصة ﺃن هذا الأمر يندرج ضمن ﺃهم ﺃولويات الأمانة، شأنه في ذلك شأن كل الأمور التي تخص المتنزهات والحدائق العامة. وعن ما يحدث من مضايقات للفتيات في ممشى الكورنيش قال: "من الصعﺐ ﺃن نعيّن مراقبين على هذه الأماكن؛ فمراقبة الناس ليست من اختصاصنا، والرقابة لا بد ﺃن تكون ذاتية نابعة من داخل الفرد نفسه، ويجﺐ على كل شخص مخافة اﷲ في النهاية وﺃلا يقوم بما يتنافى مع الأخلاق"، مؤكدا ﺃن المسألة الرقابية على الكورنيش مستحيلة من قبلهم كأمانة في الوقت الحالي. قال الشيخ الدكتور محمد المرشود رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الشرقية: "إن رجال الهيئة حريصون على عدم حدوث مخالفات في ممشى الخبر من خلال تواجدهم باستمرار هناك، خاصة في وقت الذروة ومناصحة المخالفين"، مشيرا إلى ﺃن غالبية القضايا التي ترد إلى الهيئة تكون لأشخاص يقومون بمضايقة الفتيات اللواتي يأتين وحدهن، ناصحا في الوقت ذاته هؤلاء الفتيات بأن يأتين إلى المشى ومعهن محرم؛ كي لا يتعرضن للأذى.