ربط المدير العام لمؤسسة «حدود التميز» حسين التميمي نجاح شباب وشابات الأعمال بالطموح والقدرة على مواجهة التحديات بروح ابتكارية ودعا خلال حديثه عن تجربته الاستثمارية ل «شمس» الشباب والشابات الراغبين في دخول مجتمع الأعمال إلى اختيار المشاريع التي تناسب ميولهم وقدراتهم. واعتبر سوق البناء والديكورات الداخلية من المجالات الاستثمارية الواسعة التي تناسب شباب وشابات الأعمال خاصة أن المملكة تعتزم استثمار 650 مليار دولار في مشاريع البنية التحتية وجميعها تحتاج إلى قطاع الأثاث والمفروشات والديكور، كما أن هناك توقعات بحاجة المملكة لنحو خمسة ملايين وحدة سكنية بحلول 2020، وكل هذه المشاريع تجعل من قطاع المفروشات والديكور قطاعا مزدهرا، خاصة أن نسبة الشباب تشكل 60 % من سكان المملكة، مضيفا أن العقار ليس حكرا على الهوامير فقط وأن نسبة السعودة لديه 90 % ويسعى مستقبلا لإكمالها للرقم الكلي.. فإلي الحوار: كيف كانت بدايتك في عالم الأعمال؟ بدايتي كانت عام 2001 حيث بدأت أول أعمالي التجارية بافتتاح أول محل للديكور لخدمة المحال التجارية وتأثيث الشقق للمتزوجين حديثا، وهنا أذكر أني كنت أتقاضى 12 ألف ريال مقابل تجهيز الشقة وهو مقابل ضئيل جدا، ولكنى كنت أحب مساعدة الشباب والتيسير عليهم، وكنت أعمل الأثاث في ورشة خاصة داخل المحل وبعدها افتتحت عدة نشاطات أذكر منها محلا للهواتف المحمولة والحاسبات ومحلا لبيع الهدايا وتغليفها، وبعدها اتجهت للعقار والمقاولات وأسست مؤسستي الحالية في عام 2010 تحت اسم مؤسسة حدود التميز للعقار والمقاولات وأعمال الديكور والتسويق. وكم حجم رأسمال المشروع الذي بدأت به تجارتك؟ ومن أين حصلت على تمويلك؟ حجم رأس المال الذي بدأت به هو 50 ألف ريال، وحصلت على تمويلي من أعمال قمت بها في مجال الديكور. من وراء نجاح تجربتك الاستثمارية على وجه التحديد؟ الفضل يعود أولا لله سبحانه وتعالى، ثم لوالدي لأني كنت أذهب معه إلى محله التجاري وأجلس إليه، وتعلمت منه أصول البيع والشراء، وأيضا لا يفوتني مدير مؤسستي السابقة التي كنت أعمل بها فكان المثل الأعلى لي في الانضباط والرغبة في النجاح. من خلال تجربتك.. هل تعتقد أن الشاب السعودي «فتيانا وفتيات» مهيؤون للعمل في مجال الديكور؟ بالطبع مهيؤون لأن كل شاب أو فتاة لديه الرغبة في النجاح، وتوجد داخلهم طاقة للإبداع والابتكار، ولكن تحتاج للظهور والتنمية وصقل كل القدرات، وذلك من واقع ما وجدته في مجال عملي من إبداع الشباب، وهنا أذكر مثالا أن قسم التسويق لدى المؤسسة تحت إدارة زوجتي ميرفت الأحمدي وتحت يدها مسوقات سعوديات أثبتن جدارتهن وإبداعهن، كما عملت معي زوجتي بمجال الديكور وهي لم يسبق لها العمل في هذا المجال، ولكن تم تدريبها على يدي ونجحت وأبدعت وبدورها علمت الفتيات معها ونجحن. البعض يرى أن «هوامير» السوق العقارية يعرقلون الطموحين من شباب وشابات الأعمال في اقتحام السوق؟ لا، على العكس تماما، لا يوجد عمل احتكاري، ولو سلمنا بوجود «هوامير السوق» ليس هناك ما يمنع من تحقيق الشباب الطموح النجاح في مشروعه متى صبر وثابر، فطريق النجاح كما قلت ليس مفروشا بالورود، وكما يقولون «من طلب العلا سهر الليالي». ما تقييمك لسوق العقار والديكور في جدة؟ وأين يكمن الخلل في تراجع إيرادات العقار؟ أعتقد أن أحوال السوق العقارية في جدة معقولة مقارنة بأسواق محلية وإقليمية أخرى، أما الخلل فيكمن في حاجة السوق إلى عملية إنعاش وتحريك سواء بتشريعات جديدة أو غيرها. من أين تستوحي فكرة الديكور في عملك ونشاطك؟ أستوحي أفكاري من كل شيء حولي ومن الطبيعة ومن مخزون الذاكرة لدي وعلى كل شيء ثبت فيها. صف لنا مواقف صعبة مررت بها في مشاريعك؟ التمويل يقف أحيانا ويحد من إبداعك أكثر، ففي بعض الأوقات تكون لدي بعض الأفكار الإبداعية وتحتاج إلى تنفيذ ولكنها لا تكتمل بسبب نقص التمويل، وأيضا تأتي لنا مشاريع ولا نستطيع إنجازها لقلة العمالة وحينها أضطر للتنازل عنها. كم نسبة السعودة في مؤسستك وهل تسعى مستقبلا لتوظيف شباب وفتيات سعوديات بنسبة سعودة كاملة؟ نسبة السعودة لدي أكثر من 90 % لأن لدي موظفين من مسوقين وغيرهم، كلهم سعوديون، ولولا بعض الأعمال التي يصعب على السعوديين القيام بها لحققت مؤسستنا سعودة بنسبة 100 %. وهل سبق دخولك مجال العقار والديكور تجارب ناجحة أم كانت نوعا من الجرأة لاقتحام مجال جديد؟ نعم، هنالك قصص ناجحة لآخرين، ودرستها وهي للديكور، ولكن في الأصل كان دخولي هذا المجال مصادفة حينما أقبلت على الزواج وأردت تأثيث منزلي واكتشفت أن لدي قدرة على التصميم ووضع الديكورات، واختيار الأثاث بطريقة لفتت انتباه كل من حولي، وبعدها اتجهت لتصميم وتنفيذ الديكورات، أما العقار فأتى من مقولة عند العقاريين مفادها أن العقار أمان، وكانت تجربتي فيه ناجحة والحمد لله. وكيف تقيم عملك كشاب أعمال ولماذا اخترت العقار والديكور والتسويق؟ أنا لا أقيم عملي وأصدر الأحكام، فعملي يقيمه أهل الخبرة والاختصاص، ولكن أبحث عن الأسباب التي تدفعني للنجاح، أما عن السبب وراء اختياري مجالات عملي فاختياري للديكور كما أسلفت سابقا ناتج عن موهبة، بجانب قلة السعوديين العاملين في ذلك المجال. على مستوى تجربتك الاستثمارية هل تعرضت لبعض العراقيل في تجارتك؟ وكيف تم تجاوزها؟ أعتقد أن أي تجاري أو استثماري قد يتعرض للعراقيل سواء بالركود والخسارة أو غيره، ولكن بالنسبة إلي فالعراقيل التي واجهتني أهمها هي «الاستقدام» لعمالة مدربة حتى أستفيد منها وأنقل خبراتهم للعمالة الوطنية خلال أعوام، لكن واجهت كل الظروف والتحديات طمعا في النجاح الاستثماري. وما مجالات تجارتك ومشاريعك حاليا؟ وما خططك المستقبلية؟ مجالاتي هي العقار والمقاولات وأعمال الديكور والتسويق لأعمال المؤسسة وللغير، أما عن مشاريعي الحالية فنحن بصدد إطلاق مشروع البطاقة الذكية، وهذه البطاقة توفر كافة احتياج الفرد والعائلة من خصومات تتيح لحاملها الخصم في كل مجالات احتياجه اليومي من محال تجارية منوعة ومستشفيات وترفيه وفنادق، بالمختصر كل ما تحتاج متوفر داخل البطاقة مع خصومات متفاوتة. أخيرا.. وكيف ترى ظروف النجاح لشباب الأعمال عند اقتحامهم مجالات استثمار جديدة؟ أعتقد أن العائق الوحيد هو التمويل وإذا توافر التمويل اختفت العوائق.. وأنا أرى أن الشباب طموح جدا وقادر على الإبداع والإنجاز وتخطي الصعاب متى أتيحت له الفرصة للعمل والإنتاج .