أسدل الستار أمس، على حملتين ضمتا أكثر من 700 طالب في مكةالمكرمة، تحت مضمون واحد شعاره «المسؤولية الاجتماعية». وركزت الحملتان على تعزيز وزيادة الثقافة والوعي لدى المواطنين والمقيمين على حد سواء، في وقت وجدتا فيه قبولا من غير المشاركين، الذين أعربوا عن أملهم في استمرارية مثل هذه الحملات التوعوية في المدارس والميادين العامة. وتحت عنوان «احترام النظام ذوق وجمال»، انطلقت الحملة الأولى، بمساهمة 600 طالب مثلوا تعليم المنطقة، حيث كان الهدف التوعية المرورية، التي نظمها مشروع «مجتمع القيم النبوية»، بالتعاون مع إدارة مرور العاصمة المقدسة، وبمشاركة 40 مدرسة، وذلك في مسعى عملي للارتقاء بمستوى الثقافة المرورية لدى الشباب، وتعزيز وعيهم بخطورة الحوادث المرورية التي تختطف في كل عام المئات، وتتسبب في خسائر مادية وبشرية كبيرة من أجل الوصول إلى شوارع آمنة من الحوادث والمخالفات. وتضمنت الحملة التي شملت طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية، توزيع بعض الهدايا المغلفة على قائدي المركبات عند إشارات المرور، حيث احتوت تلك المغلفات على مطويات إرشادية لأهم قواعد المرور، ومعلومات في ديناميكية الحركة، وأنظمة وسلوكيات السير، بالإضافة إلى أساليب الوقاية من حوادث الطرق، والأخلاقيات الواجب مراعاتها عند استخدام الطريق سواء من قبل المشاة أو السائقين، مع كيس صغير للمهملات. واعتبر رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع «مجتمع القيم النبوية» بإدارة التربية والتعليم بمكةالمكرمة حسن الفيلالي أن الحملة: «شكَّلت قيمة وطنية مضافة، وجانبا معرفيا أسهم في تحقيق مفهوم المواطنة الذي رفعه المشروع هذا العام تحت شعار لأجلك يا أغلى وطن، كما ساهمت مشاركة الطلاب في تعزيز الرسالة التي نحاول إيصالها للمواطنين والمقيمين، باعتبار ما يجسدونه من قدوة حسنة لعموم الطلاب». وعد الحملة ناجحة بكل المقاييس: «حيث تمكن الطلاب خلالها من التعرف على مسؤولياتهم وحقوقهم على الطريق، وهي ثقافة غائبة إلى حد كبير في شوارعنا، وغيابها يعد سببا رئيسا في حصول الحوادث المؤلمة التي تخطف أبناءنا، ومشروع مجتمع القيم النبوية يعد أحد المشاريع التربوية الرائدة التي تبنتها الإدارة العامة للتربية والتعليم بمكةالمكرمة، وتقوم فكرته على تعزيز القيم التي تقدمها السياسة التعليمية والخطة الدراسية، وذلك بغرض جعل القيم سلوكا عمليا ممارسا في حياة الطالب داخل المدرسة وخارجها، والارتقاء بالمستوى السلوكي للطالب، ليكون مواطنا صالحا ومحبا لدينه وولاة أمره ووطنه وأمته، من خلال تعاضد كامل المجتمع التربوي لتعزيز قائمة مختارة من القيم النبوية في فكر ووجدان وسلوك أبنائنا خلال فترة محددة». ورغم الفارق بين الحملتين الأولى والثانية، التي حملت شعار «حينا أجمل حي»، إلا أن الهدف كان موحدا، حيث حفزت الحملة الطلاب على العمل الاجتماعي من خلال طمس العبارات والكلمات المسيئة على الجدران بتنفيذ ورسم لوحات فنية مشابهة لما تم تطبيقه في التدريب. وأشرف معلمو التربية الفنية بالمدارس المشاركة، على أدوار نحو 60 طالبا، شاركوا في الحملة التي نفذتها جمعية مراكز الأحياء بمنطقة مكةالمكرمة، ممثلة بمركز حي إسكان الملك فهد، بغرض تحسين الجداريات. وأشار المدير التنفيذي لجمعية مراكز الأحياء بمكةالمكرمة الملازم أول متقاعد محمد نصر الدين هوساوي إلى أن الهدف من هذا المشروع إتاحة الفرصة لطلاب المدارس لتنمية مواهبهم في العمل التطوعي والمشاركة في تحمل المسؤولية الاجتماعية. وذكر مدير مركز حي الملك فهد بالإسكان أحمد صالح باجنيد أن البرنامج يقام بالتعاون بين جمعية مراكز الأحياء والإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة من أجل دعم الجداريات ببعض اللوحات الفنية التي تدعم المسؤولية الاجتماعية، وفي نهاية البرنامج تقوم اللجنة المشرفة بتقييم الأعمال الفنية والتشكيلية واختيار أعمال الفائزين وتقديم الهدايا والجوائز لهم. وحسب معلم التربية الفنية بمدرسة قيس بن سعد المتوسطة رضا خياط فإن: «التجربة تساهم في تنمية قدرات وإمكانيات الطلاب المشاركين في هذا البرنامج، من خلال الرسومات واللوحات الفنية الجدارية التي سوف يرسمها الطلاب على الجداريات في الحي، ونتمنى أن تستمر مثل هذه المشاريع والتجارب الفنية التي تساعد أبناءنا الطلاب على التألق والإبداع في مجال الرسم والخط العربي على الجداريات»، مشيدا بدور الإدارة العامة للتربية والتعليم بمكةالمكرمة وجمعية مراكز الأحياء على توفير كافة الإمكانيات لنجاح هذا المشروع الذي يهدف إلى مساعدة الشباب على قضاء أوقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة والإمكانيات الفنية والأدوات التي ساهمت في تحقيق النجاح .