لا يكاد يخلو مقال أو ورشة عمل أو بحث يتكلم عن أسباب نجاح رواد الأعمال في قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة، إلا ويتكلم عن أهمية حصول الرواد والرائدات على الحد الأدنى من المفاهيم المحاسبية ليستطيعوا إدارة منشآتهم ماليا. هذه المفاهيم المحاسبية تبقى حبيسة الذاكرة ما لم يتم تطبيقها على أرض الواقع والأهم فهم مخرجات العمليات المحاسبية في نهاية السنة المالية من نسب مئوية كل واحدة منها تتكلم بصوت مسموع عن جزئية في مستوى أداء المنشأة في العام المالي الماضي، بل إن هذه النسب المئوية يوجد لديها إمكانية معرفة مواطن الخلل الصامتة التي تستنزف الموارد دون أن تكون لهذه الموارد قدرة على إنتاج عوائد مالية. خذ مثلا نسبة العائد على الأصول والتي تساوي صافي الربح تقسيم إجمالي الأصول. هذه المعادلة مع بساطتها إلا أنها تخبر أصحاب المنشآت عن مدى كفاءة استعمالهم للأصول التي لديهم والتي بذلوا جزءا مهما من رأسمالهم في الحصول عليها. هناك أيضا فائدة من التعمق في فهم هذه النسب وهي معرفة كيف يفكر القطاع البنكي عندما تريد أن تأخذ قرضا لتوسيع نشاطك، حيث يتم تحويل قوائمك المالية المعتمدة من محاسب قانوني إلى نسب تبين الحقيقة الفعلية لوضع المنشأة. إن فهم هذه النسب وما تعنيه كل منها تضع رواد ورائدات الأعمال خاصة المبتدئين منهم على الطريق الصحيح لفهم أبعاد كل قرار يتخذونه فيما يخص منشأتهم وإلى أين سيؤدي بهم.