يرى بعض رواد الأعمال أن مصادر القوة التي يجب التركيز عليها للاستمرار والنمو في أعمالهم التجارية هي الموهبة التي يمتلكونها والتي يجب توظيفها بشكل كامل. البعض الآخر يرى أنها الخبرة التي اكتسبوها طوال حياتهم العملية. آخرون يرون أن المنتج أو الخدمة هما مصدر القوة. حقيقة لا أستطيع أن أنكر كل ما ذكر.. لكن هناك مصدر للقوة يعلو عليها جميعا. إنهم عملاؤك الحاليون. من خلال تواصلك معهم ستكتشف أنك تجلس على منجم من الذهب يحتاج منك إلى القليل من التركيز لاكتشاف تطور اهتماماتهم واختلاف احتياجاتهم مع الوقت لتلبيتها بشكل تجاري يتيح لك جني المزيد من الأرباح، والأهم المزيد من ولاء عملائك لمنتجاتك. للأسف فإن أغلب المنشآت تركز في حملاتها التسوقية على عملائها الجدد متجاهلة الحاليين منهم. على اعتبار أن هؤلاء العملاء قد جربوا منتجاتهم وإذا أعجبهم فسيعودون متناسين أن عوامل الجذب من منافسين آخرين في السوق قد تكون أكبر من قدرة زبائنك الحاليين على مقاومة الإغراءات التي يقدمها الطرف الآخر. وللمحافظة على زبائنك الحاليين، يجب عليك الإجابة عن الأسئلة التالية: 1. ماذا لديك من جديد لتقدمه لعملائك الحاليين؟ 2. متى آخر مرة تواصلت معهم لتخبرهم بمنتج جديد لديك؟ 3. هل تتواصل معهم في المناسبات الدينية والوطنية؟ 4. إذا كنت تفعل كل ذلك، هل قمت بقياس مدى تجاوبهم؟ إن أصول المنشأة من وجهة النظر التسويقية لا تتمثل في مبانيها (أو أدواتها) الإنتاجية فقط. فأغلى أصول المنشأة هم زبائنها الذين تتعامل معهم. فهلاك الأصول الثابتة من وجهة النظر المحاسبية مشكلة يمكن حلها بجلب أصول غيرها، إلا أنه لا يمكن أن تدير المنشأة عملياتها عندما يتخلى عنها العملاء، ولذلك حصل تحول في مفاهيم التسويق أهمها هو التحول من اكتساب الزبائن الجدد إلى مفهوم المحافظة على الزبائن الحاليين. وحتى لا نبتعد كثيرا أقول إن هناك المئات من الاستراتيجيات التسويقية الكبيرة للحصول على عملاء جدد. لكن قبل ذلك، تحتاج إلى رعاية علاقاتك مع عملائك الحاليين فهم محور نجاحك وهم منجم الذهب الأساسي. * استشاري في الأعمال الصغيرة والمتوسطة والشركات العائلية