معتادون على جلسات قصيرة أو طويلة، أمام شاشة التلفاز، استغرقوا في حالة صمت «مذهول» خلال الأيام الماضية، أثناء فاصل إعلاني في قناة عربية «لا داعي لتسميتها». كان هناك من يحاولون اعتلاء سلَّم طويل صوب السماء. نعم، صوب السماء، وأكملوا المشهد باستخدام حبال، لإزاحة السحاب، وإظهار الشمس، وإبراز مشروب غازي شهير، في صورة تستحضر طلب فرعون لبناء صرح الطين من هامان، ليبلغ عنان السماء و«.......»! لا ضير من استحضار اسم المشروب، حيث يدور ذلك السيناريو الإعلاني «المريب» حول الكوكاكولا، المشروب الذي اكتشفه صيدلي أمريكي من أتلانتا بولاية جورجيا، يقال إنه يهودي، في 8 مايو 1886، حينما تمكن من تركيب منتج بديل للكحول، بإضافة ثاني أكسيد الكربون إلى المياه مع محلِّيات «سكر أو أسبارتام»، ومادة الكوك المستخرجة من ورق الكوكايين، ونكهة الكولا المشتقة من بذور نبتة الكولا، التي تحتوي على مادة الكافايين، و«لا تعليق!». في مايو قبل 115 عاما، خرج ذلك «الكائن الغازي» إلى الناس في زجاجة، ثم علبة، وأشكال أخرى. وفي مايو قبل 63 عاما، كانت نكبة العرب بسقوط أرض فلسطين. لسنا معنيين كثيرا بربط «مايو» في الوضعيتين، ونحن الآن في الشهر نفسه، لكن ليس هناك ما يمنع من استدراك معلومات وورطات تاريخية متعددة، تشير إلى ارتباط «كوكاكولا» بدعم تأسيس إسرائيل واستمرارها.. هناك وثيقة في 1966 من الخارجية الإسرائيلية تعترف وتشيد بدعمها المباشر، وحفل تكريم من الحكومة الإسرائيلية في 1977 لرفضها الانصياع للمقاطعة، وفي 2001 كرمتها غرفة التجارة الأمريكية الإسرائيلية من بين «أصدقاء إسرائيل». ماجد عبدالله كرمز كروي في زمانه، تورط في إعلان ل«كوكاكولا». وياسر يمثل رمزا تسويقيا الآن، وها هو يتورط مع إعلان «كوكاكولا برررر»، مع عمر الشريف والكندي اللبناني كارل وولف.. دلالات إعلان «سلَّم السماء»، هل تشير إلى سقوط من علياء؟