- أتابع الحراك النقدي الرياضي منذ قرابة أسبوعين، وأشاهد كمية الشحن الذي يمارسه الإعلام على الأندية السعودية التي تمثلنا آسيويا، وأرى كيفية الربط بين الوضع السياسي والنشاط الرياضي وزعم تأثيره في مواجهات أنديتنا في إيران، ومحاولة التأثير في الاتحاد الآسيوي وإظهار نوع من قوة إعلامنا وقدرته على صناعة التغيير، لكن أقف ضد هذه الطريقة التي تفتقد الحكمة؛ حيث إن لها مردودا سلبيا على أنديتنا. - الموضوعية والمهنية غائبتان للأسف في بعض الأطروحات الإعلامية، فبعد أن شاهدت صورا ومقاطع فيديو تداولتها المنتديات عن بعض الشعارات التي رفعها ورددها الجمهور الإيراني في مواجهات الأندية السعودية، وجدتها في اليوم الآخر موضوعا رئيسا في صحفنا، بمعنى أن من طرح الخبر نقله كما هو من المنتديات وفقد مهنيته من أجل مواصلة إثراء القضية بأي أدلة حتى يكسب الرأي العام ولم يكلف نفسه ليتأكد من صحة المصادر؛ فالصور والمقاطع لا تعد دليلا يستند إليه، فشخص بسيط مثلي شاهد كل تلك الأدلة لم يجد ما يثبت أنها حصلت في المواجهات الآسيوية، لكن من يستطيع ذلك ويستند إليه هم ممثلو الأندية والمراقبون الآسيويون الذي حضروا المواجهات فقط. - لا أقلل بمثل هذا الطرح من الأحداث الحالية، ولكن لن أبالغ لدرجة أجعل المسألة أشبه بحرب مميتة، المهم لدي أن ممثلينا شاركوا وعادوا وهم سالمون، والأهم أيضا أن اللاعبين أدوا أدوارهم في الملعب وهو بمعزل عن تلك المؤثرات، فعبده برناوي لاعب النصر تحدث عن وجود بعض الهتافات، لكن أدوا دورهم في الميدان وعزلوا أنفسهم عنها. - أما الفكرة التي طرحها رئيس الهلال بنقل مواجهة النصر مع ذوب آهان الإيراني لدبي، تعني عقاب فريق بجريرة فريق آخر، فلو أخطأ جمهور النصر فلن يقبل كل الهلاليين أن يعاقبوا بسبب ما فعله النصراويون، وبما أنه لم يثبت على هذا النادي خطأ من جمهوره، فلن يقبل أحد أن يعاقبه. - أشدد على النصراويين ألا يحصروا تفكيرهم في كيفية نقل المواجهة، بل في كيفية تجاوزها؛ فالخسارة هي الخسارة في أي مكان وزمان.