*مراسل وكالة أنباء رويترز في واشنطن تشكل محاولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذا الأسبوع إعادة الاتصال بالعالم العربي، بعد مقتل أسامة بن لادن، تحديا شاقا عقدته استجابة أمريكية متفاوتة لانتفاضات المنطقة، وفشله في دفع عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. وسيلقي أوباما، غدا، كلمة طال انتظارها عن الاحتجاجات في بعض الدول العربية، وهي محور أسبوع حاسم من دبلوماسية الشرق الأوسط يشمل محادثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويهدف أوباما من خلال طرح رؤيته الخاصة بإعادة ضبط العلاقات مع المنطقة، إلى مواجهة انتقادات له بالبطء وعدم الاتساق في التعامل مع موجة لم يسبق لها مثيل من الانتفاضات الشعبية التي قلبت عقودا من الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط. وعلى عكس كلمة أوباما في القاهرة عام 2009، التي سعى من خلالها إلى الفوز بقلوب وعقول المسلمين في أنحاء العالم بعد سنوات من التباعد في عهد سلفه جورج بوش، يصر البيت الأبيض على أن خطاب الغد في وزارة الخارجية سيركز على المناطق الملتهبة الجديدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويقول معاونو أوباما إنه بعد أقل من ثلاثة أسابيع على قيام قوات خاصة تابعة للبحرية الأمريكية بقتل بن لادن في باكستان، سيحاول الرئيس الأمريكي أن يربط الأحداث في العالم العربي معا ويضع رحيل زعيم القاعدة في إطار التحول السياسي للمنطقة. وسيحاول أوباما، الذي ارتفعت شعبيته في الداخل والخارج بعد الغارة على مقر بن لادن، إقناع العرب برفض التشدد الإسلامي للقاعدة وتبني التغيير الديمقراطي. ومع تزايد تقبل العرب لحدود ما يمكنهم توقعه من أوباما، يشكك محللون في الشرق الأوسط فيما إذا أبدى الكثيرون اهتماما بما سيقوله أوباما. وكان البيت الأبيض حذر بالفعل من تصور أن الخطاب - الذي وصفته بعض وسائل الإعلام الأمريكية بأنه «القاهرة 2» - لن يكون على نفس مستوى الخطاب الذي استقبل بحماس في العاصمة المصرية قبل نحو عامين. «الناس في المنطقة، الذين وضعوا أملا كبيرا في أوباما ولغته، حررتهم من الوهم من سياساته الحقيقية. ربما لا يكونون مهتمين لاستماع المزيد من الكلام والوعود».